102 - اهمية السنة النبوية في الاسلام عدد القراء :382

الرئيسية شبهات عن الاسلام | ادارة الموقع

السؤال :

اهمية السنة النبوية في الاسلام

-----------------------------------------------------

الجواب :

السؤال الاول: كيف لنا ان نتأكد ان الاحاديث النبوية غير محرفة ؟

نضرب مثال لتقريب الصورة

لو قلت لك قبل اختراع فحص الدي ان اي DNA (فحص لمعرفة الابوين)  كيف تتأكد ان هذه هي امك فعلاً ؟

الجواب المنطقي، اسأل من عاش مع امي ( اي الشهود) هل انا فعلا ابنها؟؟

كذلك حال الاحاديث.. نسأل من جمعها وسمعها ، كيف علمت ان هذا فعلا قول للنبي صلى الله عليه وسلم؟؟

يقول لك درست الرجال في السند رجل رجل وعلمت المتون متنا متنا حتى عرفت ان هذا صادق وهذا كاذب وهذا كذا وهذا كذا

ثم سافرت واجتهدت واُختبرت حتى علم الناس اني صادق واخاف الله فيما اقول

بعدها لكي تعلم اننا كنا صادقين يجب عليك

اولا : معرفة ماذا يعني حديث ؟

وماهي انواع الاحاديث ؟

ثم نضع هذا الحديث تحت هذا الاختبار لمعرفة هل هو صحيح ام لا ؟؟

نبدأ بسم الله

تنقسم العـلوم الشرعية إلى: (عـلوم شرعـية أساسية): وهي التي جـاء بهـا الـوحي العـزيـز، و(علوم شرعية مُعينة) أو ما يسمى بـ"علوم الآلة": وهي وسيلة لتحصيل تلك العلوم الأساسية، ففهم القرآن وفهم السنة يحتاج إلى وسائل وعلوم مُعينة على فهم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وعلوم الحديث علوم آلة تستعمل للكشف عن السُّنن الصَّحيحة المرويَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت "مجموع القـواعد والمباحث الحديثية المتعلقة بالإسناد والمتن أو بالراوي والمروي".

وهي تتصل بضبط الحديث ((سنداً ومتناً)) وبيان حال الراوي والمروي ومعرفة المقبول والمردود، والصحيح والضعيف، والناسخ والمنسوخ، وما تفرع عن ذلك من الفنون الحديثية الكثيرة، وكان المراد منها والدافع لها: (((حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوضع والتزوير والخطأ والتغيير )))

 اولا:الرواية أمر ضروري 

فكيف نتأكد ان هذه الافعال والاقوال وحتى التاريخ والاختراعات وغيرها صحيحة ؟؟ لابد من رواية و راوي

ولما كانت الأحاديث أخباراً وجب أن نستعمل ( في نقدها وتمييز الصحيح من غيره ) أصول النقد التي نستعملها في سائر الروايات والأخبار التي تبلغنا؛ فهذه القواعد وأشباهها استعملها المحدثون في نقد الأحاديث، وسـموها: (أصول الحديث)، وبذلك ميزوا الأحاديث الصحيحة من غيرها.

اهتم المسلمون بجمع الحديث النبوي خوفاً من ضياعه والكذب على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فاجتهدوا اجتهاداً عظيماً في ((حفظه وضبطه، ونقله وتدوينه وتحمل انواع الظروف من سفر وتعب))

ومن خلال ذلك نعلم أن بدء تدوين مبادئ هذا العلم، وكذا تسجيل بعض مسائله كان ببدء تدوين التاريخ للرجال، والتصنيف للحديث

ومن اهم  الكتب وباختصار كبير في هذا المجال هي

أولاً : الكتب المصنفة في الثقات:

- معرفة الثقات للعجلي.

- كتاب الثقات لابن حبان.

- مشاهير علماء الأمصار لابن حبان.

- تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين.

- وغيرهم

ثانياً: الكتب المصنفة في الضعفاء:

- الضعفاء الصغير للبخاري.

- كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي.

- الضعفاء لأبي زرعة الرازي.

- وغيرهم

ثالثاً الكتب الجامعة بين الثقات والضعفاء:

- الطبقات الكبرى لابن سعد.

- التاريخ الكبير للبخاري.

- التاريخ الأوسط للبخاري.

- التاريخ لأبي زرعة الدمشقي.

- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي.

- وغيرهم

رابعاً: الكتب المصنفة في رجال كتب مخصوصة:

1. رجال الصحيحين أو أحدهما:

- رجال صحيح البخاري للكلاباذي.

- تسمية من أخرج لهم البخاري ومسلم للحاكم.

- البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح لأبي زرعة العراقي.

- وغيرهم

2.شيوخ الأئمة الستة:

- المعجم المشتمل في ذكر أسماء شيوخ الأئمة النبّل لابن عساكر.

3. رجال الكتب الستة وملحقاتها:

- تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي.

- تذهيب تهذيب الكمال للذهبي.

- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للذهبي، وذيله لأبي زرعة العراقي.

- إكمال تهذيب الكمال لعلاء الدين مغلطاي.

- تهذيب التهذيب لابن حجر.

- تقريب التهذيب لابن حجر.

- وغيرهم

وايضا من غير ذكر للمصنفات

4. زوائد رجال الأئمة الأربعة

5. في معرفة المدلسين

6. في معرفة ذوي الإرسال

7. في معرفة المختلطين

8. في معرفة الوضاعين

كل هذه الكتب وكل هذا السعي من العلماء من اجل معرفة الطريق الصحيح ومعرفة هل هذا فعلا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  ام هي فقط اقوال سمعوها ولم يتأكدوا من صحتها

لذلك يجب معرفة انواع الحديث ...

لنرى الان ما هي انواع الحديث

فالسنة هي مجموعة (( أقوال النبي وأفعاله وتقريراته ))

القول ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر

افعاله كل فعل فعله صلى الله عليه وسلم وتمت مشاهدته من قبل ال بيته او الصحابة رضي الله عنهم

تقريراته كل فعل فعله صحابي او احد من ال البيت امام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترض النبي على ذلك

-----------------------------------------

تعريف علم الحديث وهو ينقسم إلى قسمين

القسم الأول علم الحديث رواية

هو علم يشتمل على أقوال النبي وأفعاله وتقريراته وصفاته وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها ويُبْحَث فى هذا العلم عن رواية الأحاديث وضبطها ودراسة أسانيدها ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد ومعرفة شرحه ومعناه وما يُستنبط منه من فوائد .

القسم الثاني علم الحديث دراية

ويُطلق عليه مصطلح الحديث أو أصول الحديث أو علوم الحديث

تعريفه هو العلم بقواعد يُعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول أو الرد أو هو القواعد المُعَرِّفة بحال الراوي والمروي وعلم الحديث دراية يُوَصِّل إلى معرفة المقبول من المردود بشكل عام اي بوضع قواعد عامة فأما علم رواية الحديث فإنه يَبْحث في هذا الحديث المُعَيَّن الذي تريده فَيُبَيِّن بتطبيق تلك القواعد أنه مقبول أو مردود ويضبط روايته وشرحه فهو إذًا يبحث بحثا جزئيا تطبيقيا فالفرق بينهما كالفرق بين النحو والإعراب وكالفرق بين أصول الفقه وبين الفقه .

تعريف الحديث ما أُضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ويشمل أيضًا ما أُضيف إلى الصحابة والتابعين .

تعريف الخبر قيل هو مرادف للحديث وقيل مغاير له فالحديث ما جاء عن النبي والخبر ما جاء عن غيره وقيل أعم منه اي أن الحديث ما جاء عن النبي والخبر ما جاء عنه أو عن غيره

-----------------------------

قسّم العلماء الأحاديث، تبعًا لغرض معرفة ما يقبل منها وما يردّ، إلى ثلاثة أنواع:

أولاً: الحديث الصحيح:

وهو الحديث المسند المتصل برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قارحة.

والمراد من "المسند" : أن يكون منسوبًا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)،

ومعنى "المتصل" : أن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقاه من شيخه،

والمراد من "العدل": المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة.

أما "الضابط" فيراد به: أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروي معتمدًا على ذاكرته لا بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروي معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون كتابه متقنًا وأن تكون قراءته منه سليمة، وأن يعرف عنه محافظته على كتبه.

فإذا توفرت العدالة في راوٍ وصف بأنه "ثقة".

وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة والضبط في كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته.

والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه. أما "العلة" فهي السبب الخفي الذي يقدح في صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التي رُوي بها الحديث الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع كونهم ثقات. وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط في حديث ما، ولا يبدي أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة الواسعة في هذا العلم والخبرة الطويلة في جمع الأحاديث والملكة القوية في معرفة المتون واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.

ويلاحظ أن مدار صفات الحديث الصحيح على ثلاثة أمور:

أحدها: اتصال السند.

ثانيها: توثيق الرواة.

ثالثها: عدم المخالفة.

فإذا رُوي حديث بإسناد متصل، وكان جميع رواته ثقات، ولم يكن مخالفاً لأحاديث أقوى منه، وصفه العلماء بالحديث الصحيح. ويسميه بعضهم "الصحيح لذاته".

والأحاديث الصحيحة متفاوتة في قوتها، تبعاً لقوة رجالها، ويطلق على أقواها اسم "سلاسل الذهب".

والحديث الصحيح يحتج به العلماء ويعتمدون عليه في إثبات الأحكام، والعقائد وجميع أمور الشريعة.

ثانيًا: الحديث الحسن:

وهو مثل الحديث الصحيح في اشتراط جميع الصفات المتقدمة، إلا صفة الضبط..... الخ

ثالثًا: الحديث الضعيف:

وهو الحديث الذي لم تتوفر فيه أي صفة من صفات الحديث الصحيح، أو الحديث الحسن. وهو على أنواع كثيرة

كالمرسل والمعلق والمنقطع والمعضل والمدلس، وغيره

((راجع التعاريف))

وقد يكون ضعيفًا لمخالفة رواية رواة آخرين ثقات كما في الحديث الشاذ والمنكر والمضطرب والمدرج والمقلوب والمعل وغيرها.

((راجع التعاريف))

وقد يكون الضعف بسبب عدم توفر العدالة والضبط في راوٍ أو أكثر من رواة الحديث. كما في الحديث المتروك أو الموضوع.

((راجع التعاريف))

وكما يقرّر العلماء أن الأحاديث الصحيحة ليست على درجة واحدة من القوة، تبعًا لقوة ضبط الرواة، وطول ملازمتهم لشيوخهم، فإنهم يقررون أيضًا، أن الأحاديث الضعيفة تتفاوت، فمنها ما هو شديد الضعف، ومنها ما هو يسير الضعف.

وقد وضع علماء الحديث ضوابط تمييز الضعف اليسير من الضعف الشديد ومع هذا كله يأتي شخص ويقول لا اعترف بالاحاديث !!

ولا يعرف اصلا الف باء حديث

وما يجدر ذكره أيضًا، أن الحديث "الحسن لذاته" إذا جاء بإسناد حسن لذاته آخر، فإنه يتقوى ويرتقي إلى درجة الصحيح لكن يطلق عليه "الصحيح لغيره"، لتمييزه عن الصحيح المتقدم ذكره.

بهذا يكون علم الحديث وعلم الجرح والتعديل من خواص امة الاسلام للحفاظ على كلام خير الانام محمد صلى الله عليه وسلم

من التحريف والتدليس والكذب عليه

ونقول في نهاية المطاف الاحاديث الصحيحة غير محرفة وهي التي نأخذ منها ديننا نعلمها حديثا حديثا ونعلم رجالها رجل رجل ونعلم فوائدها وكيف وصلت لنا بفضل الله عز وجل

والقول: إن الأحاديث أغلبها محرفة. قول لا أساس له من الصحة

 كما اسلفنا

ووجود الفرق الضالة ليس دليلاً على تحريف الأحاديث، بل يرجع وجود كثير من هذه الفرق إلى رفضهم السنة، وطعنهم وتشكيكهم فيها، أو تأويلها وتحريفها وعدم الأخذ بظواهرها، ما هي إلا أحد الأقوال المنحرفة التي قامت عليها قواعد من أهل الضلال.

ونصيحتنا أن يعلم أن هذا العلم له قواعده وأسسه، وأنه لا يجوز لأحد أن يقول هذا حديث صحيح، أو ضعيف، لمجرد خيال، أو شبهة عقلية عرضت له، بل لابد من دراسة الإسناد، والنظر في المتن، وتحقيق القواعد والضوابط التي وضعها علماء الإسلام على مر القرون.

وأن يحذر أن يكون خصماً لمحمد صلى الله عليه وسلم، وذلك برده لسنته واعتراضه عليها، وأن يعلم أن الله تعالى تولى حفظ هذا الدين، وحفظ كتابه، ولا يتم ذلك إلا بحفظ سنة نبيه التي هي وحي كالقرآن، كما قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) [النجم: 3-4].

وقال: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) [النحل: 44].

وإذا ثبت أن السنة من الوحي الإلهي ، لا بد من التنبه إلى أن الفرق بينها وبين القرآن يكمن في أمر واحد فقط ، وهو أن القرآن كلام الله تعالى ، نزل بلفظه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أما السنة فقد لا تكون من كلامه تعالى ، بل من وحيه فقط ، ثم لا يلزم أن تأتي بلفظها ، بل بالمعنى والمضمون .

ومِن فَهْمِ هذا الفرق ، يظهر أن العبرة في نقل السنة هو المعنى والمضمون ، وليس ذات الألفاظ التي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم ، والشريعة الإسلامية إنما حُفظت بحفظ الله تعالى للقرآن الكريم كاملا ، وبحفظه سبحانه للسنة النبوية في مُجمَلِها ، ومعناها ، وما بيَّنَتهُ من كتاب الله ، وليس في ألفاظها وحروفها .

ومع ذلك فإن علماء هذه الأمة على مدى القرون السالفة ، قد قاموا بحفظ الشريعة والسنة ، ونقلوا لنا ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم كما قالها ، وميزوا ما فيها من الصواب والخطأ والحق والباطل.

كيف تغيبون عقولكم بشكل اعمى وتتبعون الاسناد؟؟

 شبهة أن الإسناد هو الذي يغيب عقول الناس ويجعلهم سكارى غائبين عن الوعي ، فإن في هذا الافتراء ما يكفي لهدم دين الإسلام جملة وتفصيلاً لعدة أسباب :

1- أن في هذا رد كامل لدين الإسلام ولمصدريه التشريعيين الأساسيين ألا وهما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، ذلك أن كليهما قد نقل إلينا بإسناد فالقرآن جاءنا بالإسناد كما جاءتنا السنة بالضبط ، والفارق بينهما أن القرآن جاء كله متواتراً ، أما السنة فقد جاء بعضها متواتراً وبعضها آحاداً. يعني أن كليهما (القرآن والسنة) يشتركان فى خاصية الإسناد. ونفي الإسناد ينفي جملةً وتفصيلاً دين الإسلام.

2- ترك الإسناد يؤدي إلى تدخل العقل المغلف بالهوى في أمور ليست من خاصيته ألا وهي مسألة التشريع الذي هو من اختصاص رب العالمين.

3- وترك الإسناد يفسح المجال للمبتدعة وأعداء الدين أن يضعوا في الدين ما شاءوا وينزعوا منه ما شاءوا.

4- ترك الإسناد يجعلنا نتساوى باليهود والنصارى الذين ضيعوا كتبهم ، وحرفوا فيها ولا يستطيعون أن يصلوا فى إسنادهم إلى أنبيائهم ، وقد تصل شدة الانقطاع بين الراوى والذى يليه إلى حوالى المائتين عاماً.

قال الحاكم النيسابوري فى معرفة علوم الحديث (جزء 1 / صفحة 6) قال : (فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد فان الاخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم انه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري قال فجعل بن أبي فروة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الزهري قاتلك الله يا بن أبي فروة ما أجراك على الله لا تسند حديثك. تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة) انتهى.

وفى أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني (ج1/ ص7) بعد أن ذكر قول عبد الله بن المبارك : (الإسناد من الدين) ، قال : (…. قال عبدان ذكر هذا ثم ذكر الزنادقة وما يضعون من الأحاديث ….. شعبة يقول : كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا فهو خل وبقل …. ونظم هذا المعنى بعض شيوخنا أنشدنا السيد أبو المناقب ….

عليكم بأصحاب الحديث فإنما ******** محبتهم فرض لذي الدين والعقل

رعاة ورواته لحفظهم ******** الإسناد بالضبط والنقل

وإثناءهم ذكر النبي محمد ******** عليه سلام الله في الكتب بالعقل

فكل حديث لم يكن فيه مسند ******** إلى مسند فالخل ذاك وكالبقل

) انتهى

فالعلم ذو طبيعة تراكمية : وهذه قاعدة فى العلوم الطبيعية المادية ، وهي مركتز في علم الحديث وفي الإسناد.

ولا نرى أمة ولا نعلم علماً أحال على هذه القاعدة بحرفيتها كعلم المصطلح لدى أمة الإسلام. فمن ذا الذي يستطيع أن يجزم صحة إسناد المعادلات الرياضية إلى أصحابها كفيثاغورث أو إقليدس ، رغم أنها عندنا من المسلمات!؟

ورداً على هذه الشبهة نقول :

1- أن علماء الأمة اتفقوا على أن : (الإسناد من الدين) وهذا ما نقله إلينا الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه حيث قال : ( حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل مرو قال سمعت عبدان بن عثمان يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول : “الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء”

و قال محمد بن عبد الله حدثني العباس بن أبي رزمة قال سمعت عبد الله يقول : “بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد” و قال محمد سمعت أبا إسحق إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قلت لعبد الله بن المبارك : يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء : “إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك” قال : فقال عبد الله : يا أبا إسحق عمن هذا ؟ قال : قلت له : هذا من حديث شهاب بن خراش ، فقال : ثقة ، عمن قال ؟ قلت : عن الحجاج بن دينار ، قال : ثقة عمن قال ؟ قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : يا أبا إسحق إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس في الصدقة اختلاف) انتهى.

2- وفى كتاب التعديل والتجريح للباجي (جزء1/ صفحة 291) : (عن محمد يعني بن سيرين أنه قال : “إن هذا الحديث دين فانظروا عن من تأخذونه”…. وكان بهز بن أسد يقول إذا ذكر له الإسناد الصحيح : “هذه شهادة العدول المرضيين بعضهم على بعض”

وإذا ذكر له الإسناد وفيه شيء قال : “هذا فيه عهدة ويقول لو أن رجلا ادعى على رجل عشرة دراهم لم يستطع أخذها إلا بشهادة العدول فدين الله أحق أن يؤخذ فيه بالعدول” .

وقال عبدة بن سليمان قيل لابن المبارك في هذه الأحاديث الموضوعة قال : “يعيش لها الجهابذة”

وقال الأوزاعي سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول : “إذا سمعت الحديث فأنشده كما تنشد الضالة فإن عرفت فخذه وإلا فدعه”

وقال ابن عون : “لا يؤخذ هذا العلم إلا عن من شهد له بالطلب”.

وروى المغيرة عن إبراهيم قال : كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن الرجل نظروا إلى صلاته وإلى هيئته وإلى سمته.

وقال عبد الرحمن بن مهدي قال شعبة : “كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال حدثنا كتبنا عنه فوقفته عليه وإذا لم يقل حدثنا لم أكتب عنه”

قال عبد الرحمن بن مهدي : “خصلتان لا يستقيم فيها حسن الظن : الحكم والحديث” يعني : لا يستعمل حسن الظن في قبول الرواية عمن ليس بمرضي)انتهى .

3- وفى كتاب : المقصد الأرشد فى ذكر أصحاب الإمام أحمد (3/150) قال : ( نقل عن إمامنا أشياء منها قال سمعت أحمد بن حنبل يقول : الإسناد من الدين)

4- وفى تدريب الراوى للسيوطى (2/159 – 160) : (الإسناد في أصله خصيصة فاضلة لهذه الأمة ليست لغيرها من الأمم ، قال ابن حزم : “نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الإتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود لكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه وسلم بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرا وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه قال : وأما الأنصاري فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى …. ولا يمكن النصاري أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص”

وقال أبو علي الجياني : “خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها الإسناد والأنساب والإعراب”.

ومن أدلة ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن مطر الوراق في قوله تعالى : (أو أثارة من علم) قال : “إسناد الحديث”.

….. وقال سفيان بن عيينة حدث الزهري يوما بحديث فقلت : هاته بلا إسناد فقال الزهري : “أترقى السطح بلا سلم!”

وقال الثوري : (الإسناد سلاح المؤمن وطلب العلو فيه سنة)

قال أحمد بن حنبل : (طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف لأن أصحاب عبد الله كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر ويسمعون منه)

وقال محمد بن أسلم الطوسي : (قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله ولهذا اُستحبت الرحلة) انتهى.

فيتضح من هذا العرض:

1- اتفاق علماء الأمة على أن الإسناد من الدين.

2- احتراس علماء الأمة وحيطتهم الشديدة في تلقي أحاديث النبي 

= ثم يقول اخر أن علم الإسناد قد تم (اختراعه) في القرن الثاني الهجري ، وقد كذب والله في دعواه ذلك أن الإسناد موجود في أمة الإسلام منذ اليوم الأول لنشأتها ، فكيف كان الصحابة يتناقلون القرآن بعضهم عن بعض أليس عن طريق سماعهم من بعضهم البعض ، ذلك أن كل الصحابة لم يكونوا جميعاً مرافقين للنبي صلى الله عليه وسلم فى كل لحظاته وسكناته. وكيف تم جمع القرآن؟ أليس بروايات الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم اي بإسناد أيضاً ولكن براوٍ واحد في الغالب الأعم.

بداية نشأة علم الحديث الأُولى

أما في علم الحديث فقد نشأ الإسناد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وقبل وفاته وذلك أن أصحاب النبي (المهاجرون والأنصار) كانوا يشتغلون في أموالهم ، وكان منهم من يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يتناوبون مرافقته ثم يحدث كل منهم الآخر بما حدث وبما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن هذا يقول سيدنا أبو هريرة رضى الله عنه كما فى الصحيحين : إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ كُنْتُ رَجُلًا مِسْكِينًا أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمْ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَنْ يَبْسُطْ ثَوْبَهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي ” فَبَسَطْتُ ثَوْبِي حَتَّى قَضَى حَدِيثَهُ ثُمَّ ضَمَمْتُهُ إِلَيَّ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ .

ويوضح هذا أكثر ما رواه عمر بن الخطاب كما فى الصحيحين قال : إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْأَمْرِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ ….”

ألا يعني هذا نشأة الإسناد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم!؟

أما نشأة علم الإسناد بالمعنى الاصطلاحي المعروف فنستطيع أن نؤرخ له بعام 40 هجرية (لماذا؟).

اقرأ ما قاله الإمام مسلم فى مقدمة صحيحه : ” حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنْ الْإِسْنَادِ فَلَمَّا وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ قَالُوا سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ “.

فهذا محمد بن سيرين من أئمة التابعين توفى 110هجرية ويحدث عن عدد كبير من الصحابة ويصف حالهم فى الرواية عندما وقعت الفتنة ، ومتى وقعت الفتنة في عام 40 هجرية وربما قبل هذا ، ويقصد بالفتنة ، فتنة مقتل سيدنا عثمان وظهور الخوارج ومقتل سيدنا علي وقد انتهى كل هذا حتى عام 40هجرية.

فأين هذا من دعواه وكذبه بأن علم الإسناد (أُخترع) في القرن الثاني الهجري!؟

ويقول اخر

(ان البخاري مثلا عاش فى القرن الثالث الهجرى ومات سنة 256 هـ .اي بينه وبين النبي عليه السلام قرنان ونصف قرن من الزمان.واذا اعتبرنا الجيل اربعين عاما فان بينه وبين البخاري ستة اجيال . ( لاحظ ان بيننا وبين عصر محمد على اربعة اجيال فقط).فكيف يستقيم في المنهج العلمي أن تتداول ستة اجيال كلمة ما منسوبة للنبي عبر الروايات الشفهية حتى يأتي من يسجلها بعد النبي بمائتين وخمسين عاما؟ )

قلنا

 وهذا تلبيس جديد وتدليس على العامة وتعمية لهم عن الحق والصواب. ذلك أنه يدعى أن السنة قد كتبت بعد قرنين ونصف من  الزمان، وأنها كانت مجرد روايات شفوية

وللرد على هذه الشبهة الواهية فإنى أرد عليه بطريقتين :

الأولى : بنفس منطقه وأسلوبه فى إيراد الشبهة.

الثانية : بمنهج العرض التاريخي.

أولاً : فهو يعيب على البخاري أنه لم يكن معاصراً للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسمع أحاديث بصفة خاصة وهنا دعنيأنقل نفس عبارته السابقة وأعيد صياغتها بعد أن أسقطها عليه :

(إن فلان فعلا عاش في القرن الخامس عشر الهجري. أي بينه وبين النبي عليه السلام أربعة عشر قرن من الزمان. واذا اعتبرنا الجيل اربعين عاما فان بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثين جيلا. ( لاحظ ان بيننا وبين عصر محمد على اربعة اجيال فقط).فكيف يستقيم له أن ينفى ما لم تره عيناه ويشكك فى صحة ما هو منسوب للنبيعبر الروايات الشفهية والمكتوبة حتى يأتي بعد ألف وأربعمائة سنة ويقول أن الإسناد شئ مخترع ولم يكن له وجود؟ )

ثانياً هذه شبهة مردودة تاريخياً والحديث فيها يطول:

وبداية يجب أن نفرق بين مفهومين:

الأول :هو كتابة السنة.

والثاني: هو جمع السنة.

فعندما نقول أن بداية جمع السنة كان فى عصر فلان أو بأمر من فلان أو عام كذا. فلا يعني هذا أنها لم تكن مكتوبة عند بعض الصحابة أو رواة الحديث.بل إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بُدئ في كتابته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حياته.

كما يجب أن نؤكد على أن العبرة في هذه المسألة هي بالحفظ سواء أكان هذا الحفظ حفظ في الصدر أم حفظ في كتاب.

ونسوق فى هذا ما قاله الخليل ابن أحمد الفراهيدى :

ليس العلم ما حواه القمطر …………….. ما العلم إلا ما حواه الصدر

وسأحاول أن أبين لأخواني مراحل جمع السنة النبوية المطهره

المرحلة الأولى لكتابة السنة :

مرحلة الكتابة الخاصة في عهد النبي

(انتهت عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عام 11 هجرية).

وفى هذه المرحلة كان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقون الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ، وكانوا يتداولونه حفظاً له ورواية. وكان بعضهم يكتب. ولكن كان المعول الحقيقي على عملية الحفظ فى الصدر.وقد بلغ اعتناء الصحابة بحب السنة والتعرف على كل ما يقوله أو يفعله النبى صلى الله عليه وسلم ، أن عدداً كبيراً منهم كان يلازمه ملازمة مباشرة. كأبى بكر وعمر وعبد الله بن مسعود والذى عرف بصاحب نعل رسول الله.بل كان الصحابة يكثرون من قولهم : (ذهب رسول الله ومعه أبو بكر وعمر) … (رجع رسول الله ومعه أبو بكر وعمر).وهذا من طول ملازمتهما إياه.وكان من شدة حبهم وتعلقهم بالنبى أن لازموه ملازمة شبه كاملة. فأخبرهم أن لأولادهم عليهم حق.

فأمرهم أن يعملوا يوماً ويلازمونه يوم.وللموازنة بين الأمرين : حب ملازمة النبى صلى الله عليه وسلم ، والإنفاق على العيال. فقد كانوا يتناوبون مصاحبته. فقد أخرج البخارى فى صحيحه (89) ومواضع أخرى : عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب قال : كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك.

وجدير بالذكر فى هذا المقام بيان أن أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – ومن جاء بعدهم كانوا يعتمدون على قوة ذاكرتهم فى الحفظ.وكان هذا معلوم لدى العرب حتى من قبل ظهور الإسلام. فقد كانت أمة العرب ، أمة ذات قريحة متوقدة نشطة يحفظون القصائد الشعرية التى تتكون من عشرات بل مئات الأبيات من أول مرة يسمعونها فيها.

وعندما جاء الإسلام ، انصب اهتمام الصحابة على كتابة الوحى القرآنى بمجرد نزوله ، كما اتخذ النبى صلى عليه وسلم عدداً كبيراً لكتابة الوحى عرفوا باسم (كُتّاب الوحى) وبلغ عدد هؤلاء أربعين كاتباً.كما لم يغفل أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أهمية السنة ، فانكب عدد كبير على كتابة ما يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهر هؤلاء جميعاً سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه وعن أبيه.

صحف كُتبت فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم

ولم تعدم هذه الفترة من وجود الصحف التى كتب فيها الصحابة رضوان الله عليهم أحاديث مباشرة عن رسول الله وبدون واسطة.من تلك الصحف:

1- الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص .

2- الصحيفة الصحيحة برواية همام بن منبه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3- صحيفة سمرة بن جندب .

4- صحيفة سعدة بن عبادة الأنصاري .

5- صحيفة جابر بن عبد الله الأنصاري .

فصحيفة سمرة بن جندب (الذى توفى عام 60هـ)، كان قد جمع أحاديث كثيرة في نسخة كبيرة ورثها ابنه سليمان ورواها عنه، وهي التي يقول فيها ابن سيرين: “في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير”.

ومن أشهر الصحف المكتوبة في العصر النبوي (الصحيفة الصادقة) التي كتبها عبد الله بن عمرو بن العاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتملت على ألف حديث، كما يقول ابن الأثير، ومحتواها محفوظ في مسند أحمد بن حنبل ، حتى

انا:

ليصح أن نصفها بأنها أصدق وثيقة تاريخية تثبت كتابة الحديث على عهده صلوات الله عليه، وهذه الوثيقة كانت نتيجة محتومة لفتوى النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو وإرشاده الحكيم له.

فقد جاء عبد الله يستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الكتابة قائلا: أكتب كل ما أسمع؟ قال: “نعم”، قال: في الرضا والغضب؟ قال: “نعم؛ فإني لا أقول في ذلك إلا حقا”.

وقد أتيح لمجاهد بن جبر (103هـ) أن يرى هذه الصحيفة عند صاحبها عبد الله بن عمرو ، وكان عبد الله بن عمرو – لشدة حرصه على هذه الصحيفة – لا يسمح لأعزّ الناس عليه بتناولها، ورؤية مجاهد لها لم تكن إلا عرضا؛ فإنه قال: “أتيت عبد الله بن عمرو؛ فتناولت صحيفة تحت مفرشه فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئا! قال: هذه الصحيفة الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه أحد، إذا سلمت هذه وكتاب الله والوهط فلا أبالي علام كانت عليه الدنيا! والوهط أرض كان يزرعها”.

ولقد شاعت في عصر الصحابة صحيفة خطيرة الشأن أمر النبي عليه السلام نفسه بكتابتها في السنة الأولى للهجرة : فكانت أشبه (بدستور) للدولة الفتية الناشئة آنذاك في المدينة، وهي الصحيفة التي دون فيها كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حقوق المهاجرين والأنصار واليهود، ولفظ الكتابة صريح في مطلعها: “هذا كتاب محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس”.

صحف السنة النبوية …… أين هى الآن؟

وهذه الصحف لم يصل إلينا منها شئ الآن. وأقصد بهذا الورق الأصلى الذى كتبت عليه.أما محتواها فقد وصلنا فعلاً ، وقد أدت هذه الصحف دوراً كبيراً فى وصول السنة إلينا.فما كتب فيها ، تناوله التابعون من الصحابة ، وحفظوه فى صدورهم ، وسجلوه فى صحائفهم ، ثم أبلغوه لمن جاء بعدهم ، حتى أصبحت تشكل جزءاً كبيراً من كتب السنة التى جاءت بعد.فهى إذن الحلقة الأولى من سلسلة توصيل السنة إلينا.

فصحيفة عبد الله بن عمرو على سبيل المثال موجودة فى مسند الإمام أحمد ، ولكنها موجودة عن طريق الإسناد من الإمام أحمد إلى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم.ولا يظن أحد أن هذا دليل على أن كل ما هو موجود من أحاديث فى المسند ينتهى إسنادها إلى عبد الله بن عمرو ، يعتبر صحيحاً على وجه الإطلاق.

لا ، لماذا لأن العبرة كما قلنا فى نقل السنة كانت بالحفظ والرواية ، وقد وقع فيها بعض الخلط أو التقصير ، نتيجة ضعف حفظ بعض الرواة أو عدم ضبطهم أو وقوع التصحيف ، وهذه كلها أمور ومسائل موجودة فى علم المصطلح ويقوم بعلاجها ونقد الصحيح من الضعيف وبيان أوجه وسبب القصور فيها.

صحيفة همام بن منبه

ومن أشهر ما كتب فى القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعانى المتوفى :131 هـ والتى رواها عن أبى هريرة وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودونها وقد طبعت عدة طبعات منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزى طبعة مكتبة الخانجى 1406 ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها فى مسنده كما نقل الإمام البخارى عددا كثيرا من أحاديثها فى صحيحه وتضم صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثا ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية لأنها حجة قاطعة على أن الحديث النبوى قد دون فى عصر مبكر وتصحح الادعاء بأن الحديث النبو الشريف لم يدون إلا فى أوائل القرن الهجرى الثانى وذلك أن هماما لقى أبا هريرة قبل وفاته وقد توفى أبو هريرة 59 هـ فمعنى ذلك أن الوثيقة دونت فى منتصف القرن الهجرى الأول.

صحيفة أبى الزبير عن جابر

ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين اهتموا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها منهم (أبو الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس الأسدى 126هـ والذى كتب بعض أحاديث الصحابى الجليل جابر بن عبد الله الأنصارى.وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبى الزبير عن غير جابر جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهانى المتوفى : 369 هـ وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض 1417 هـ وأيوب بن أبى تميمة السختيانى المتوفى : 131 وقد وصل إلينا بعض حديثه جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضى البصرى 282هـ وهو مخطوط فى المكتبة الظاهرية مجموع 4/2 ويقع فى خمس عشرة ورقة وغير هؤلاء كثير.

المرحلة الثالثة من تدوين السنة النبوية

مـرحلــة النضـــج

مرحلة تدوين السنة على هيئة كتب مصنفة ومرتبة

.كل كتاب يخدم هدف معين وله مقصد صُنف من أجله

(بدأت حوالى عام 100 هجرية وما تلاها).

وكان هذا بناء على أمر من عمر بن عبد العزيز.ففي صحيح البخاري: “وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه؛ فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء).وكان هذا عام 101هـ.

وروى عبد الرزاق عن ابن وهب، سمعت مالكا يقول: “كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى الأمصار يعلمهم السنن والفقه، ويكتب إلى المدينة يسألهم عما مضى، وأن يعملوا

 بما عندهم، ويكتب إلى أبي بكر بن حزم أن يجمع السنن، ويكتب بها إليه، فتوفي عمر بن عبد العزيز وقد كتب ابن حزم كتبا قبل أن يبعث بها إلينا…” وكان أول من استجاب له في حياته وحقق له غايته عالم الحجاز والشام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المدني الذي دون له في ذلك كتابا، فغدا عمر يبعث إلى كل أرض دفترا من دفاتره، وحق للزهري أن يفخر بعلمه قائلا: “لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني” .

ويجب أن نتذكر هنا أن التدوين المقصود به هو الجمع فى كتب مستقلة ، وأن يكون الجمع من أجل التصنيف ذاته.

وقد ذكر بعض أهل العلم أن جماعة من الصحابة والتابعين كرهوا كتابة الحديث واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظا كما أخذوا حفظا , لكن لما قصرت الهمم وخشي الأئمة ضياع العلم دونوه .

قلت : والكراهة لا تدل على عدم وجود الصحف والكتب ولكنهم كانوا يستحبون التحديث حفظاً.فقد كثرت التصانيف فى ذلك الوقت خاصة فى عصر أتباع التابعين.يقول ابن حجر: “فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح (توفي 160 هـ)، وسعيد بن أبي عروبة (156هـ) وغيرهما، وكانوا يصنفون كل باب على حدة، إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة؛ فدونوا الأحكام.فصنف الإمام مالك “الموطأ” وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز، ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ومن بعدهم (توفي 179 هـ).وصنف ابن جريح بمكة (توفي ببغداد 150هـ)، والأوزاعي بالشام (156هـ)، وسفيان الثوري بالكوفة (توفي 161 هـ)، وأبو سلمة بالبصرة (نوفي 176هـ)، ومعمر بن راشد باليمن (المتوفى 153هـ)، وجرير بن عبد الحميد بالري (توفي 188هـ)، وعبد الله بن المبارك بخراسان (المتوفى 181هـ).ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث الني صلى الله عليه وسلم خاصة، وذلك على رأس المائتين.فصنف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي مسندا (توفي 213هـ)،

وصنف مسدد بن مسرهد البصري مسندا، وصنف أسد بن موسى الأموي مسندا (توفي 212هـ)، وصنف نعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر مسندا.ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك أثرهم، فقلّ إمام من الحفاظ إلا وصنف حديثه على المسانيد؛ كأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم من النبلاء.

ومنهم من صنف على الأبواب والمسانيد معا، كأبي بكر بن أبي شيبة.ولما رأى البخاري هذه التصانيف ورواها وجدها جامعة للصحيح والحسن، والكثير منها يشمله التضعيف؛ فحرك همته لجمع الحديث الصحيح، وقوى همته لذلك ما سمعه من أستاذه الإمام إسحاق بن راهويه حيث قال لمن عنده والبخاري فيهم: “لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم”، قال البخاري: فوقع ذلك في قلبي وأخذت في جمع الجامع الصحيح”.ومما تقدم يتبين لنا أن علماء التدوين قد طوفوا الدنيا كلها، وانتشروا في البلدان والأمصار وأحاطوا بها يجمعون ويكتبون في حركة نشطة دائبة يواصلون الليل بالنهار؛ ليسجلوا أجلّ وأخلد سجل عرفته البشرية على الإطلاق، على امتداد تاريخها الطويل، فبعد كتاب الله جندوا أنفسهم وأقلامهم ليدونوا مصدر شريعتهم، ومنبع عزهم الدائم.

شبهات حول مسألة جمع السنة

الشبهة الأولى : شبهة النهى عن كتابة السنة

أخرج الإمام مسلم فى صحيحه (3004) قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني غير القرآن , ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) وفى مسند أحمد (10701) : “لا تكتبوا عنى شيئاً سوى القرآن ، ومن كتب عنى شيئاً سوى القرآن فليمحه”وقد استدل بعض المتشككين استناداً إلى ظاهر هذا على أن النبى صلى الله عليه وسلم قد نهى عن كتابة السنة. ونسوا أو تناسوا الأحاديث الصحيحة الكثيرة التى تبين بما لا يدع مجالاً لشك أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر وأقر كتابة الحديث النبوى على عهده.

والرد على هذه الشبهة من وجهين:

أولاً : أن الصحابة كانوا يكتبون بعض تفاسير النبى صلى الله عليه وسلم فى نفس الورقة التى يكتب فيها القرآن. وأحياناً بشكل متداخل.ولاشك أن هذا قد يؤدى إلى حدوث بعض الأخطاء واشتباه للقارئ وإدخال فى كلام الله ما ليس منه. فكانت التوجيهات النبوية بفصل هذا عن ذاك ، فمن كتب شيئاً من حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى ورقة مكتوب فيها قرآن فليمحها.

تناقض واضح

ثانياً : إن فى الاستدلال بهذا الحديث على عدم كتابة السنة خطأ كبير بل وتناقض أيضاً.لماذا؟لأن متن الحديث يفيد الأمر بعدم كتابة الحديث. أو ليس هذا نفسه حديثاً !؟

فلماذا كتب؟ ولماذا يتمسك به الطاعنون والمتشككون كدليل على عدم كتابة الحديث أو ليس هذا هو أيضاً حديث نبوى نقل إلينا كما نقلت آلاف الأحاديث الأخرى ، فلماذا يستدلون بهذا الحديث ويدعون ما عداه.والإجابة : طبعاً لأنه فى ظاهره ، وعند سوء فهمه ، يساند بدعتهم. وهكذا أهل الأهواء والباطل دوماً ، يقفزون فوق الأدلة ويلوون أعناق النصوص وينتقون منها فقط ما يؤيد ويساند بدعتهم.

أدلة الأمر النبوى بكتابة السنة فى حياته

 

هناك أحاديث نبوية كثيرة تثبت بما لا يدع مجالاً لشك أن السنة النبوية كتبت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم.

التصريح لي

عبد الله بن عمرو بالكتابة

1- روى الإمام أحمد فى مسنده (6474 ، 6763) وأبو داود فى سننه (3646) والدارمى فى سننه (484) عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال : “اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق”.والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم : (اكتب).

مجلس كتابة صريح عند النبى صلى الله عليه وسلم

 

2- أخرج الإمام احمد فى مسنده (6607) والدارمى (486) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولا يعني قسطنطينية.

والشاهد هنا قول ابن عمرو : (نحن حول رسول الله نكتب).

الدليل الثالث :الأمر بالكتابة لأبى شاة

 

3- وأخرج البخارى فى صحيحه (112 ، 2434 ، 6880) عن أبى هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين فإنها لا تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لا تحل لأحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدى وإما أن يقيد فقال العباس إلا الإذخر فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الإذخر فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال اكتبوا لي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتبوا لأبي شاه قلت للأوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والشاهد قول النبى صلى الله عليه وسلم (اكتبوا لأبي شاه).

الدليل الرابع:كتاب على رضى الله عنه

 

4- وأخرج البخارى (111 ، 1870 ، 3047 ، 3172 ، 3180 ، 6755 ، 6903 ، 6915 ، 7300) ومسلم (1370) عن على رضى الله عنه عندما سألوه : هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولآل بيته شيئاً مكتوباً سوى القرآن؟ قال : ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم : “المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل وقال ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل قال أبو عبد الله عدل فداء.والشاهد قوله : (وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم).

الدليل الخامس : كتاب الصدقة

 

5- أخرج الترمذى فى سننه (621) ، وأبو داود (1568) ، وابن ماجة (1798 ، 1805) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاب الصدقة فلم يخرجه إلى عماله حتى قبض فقرنه بسيفه فلما قبض عمل به أبو بكر حتى قبض وعمر حتى قبض وكان فيه في خمس من الإبل شاة ….. الحديث

والشاهد قوله : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاب الصدقة).

الدليل السادس : صحيفة عمرو بن العاص

 

6- أخرج الترمذى (3529) عن أبي راشد الحبراني قال أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت له حدثنا مما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى إلي صحيفة فقال هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنظرت فإذا فيها إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال يا أبا بكر قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم.

والشاهد قوله : (فألقى إلي صحيفة فقال هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

الدليل السابع : كتابه صلى الله عليه وسلم لقبيلة جهينة

 

7- أخرج الترمذى (1729 ) وأبو داود (4127 ، 4128) والنسائى (4249 ، 4250 ، 4251) وهذا لفظه ، وابن ماجة (3613) عن عبد الله بن عكيم قال كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.

والشاهد قوله : (كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم).

الدليل الثامن : كتابه صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن

 

8- أخرج النسائى فى سننه (4846 ، 4853 ، 4854 ، 4855 ، 4856 ، 4857) عن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتابا فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن هذه نسختها من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والحارث بن عبد كلال قيل ذي رعين ومعافر وهمدان أما بعد وكان في كتابه أن

من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود إلا أن يرضى أولياء المقتول ….. الحديث.

والشاهد قوله : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتابا).

الدليل التاسع :

 : حديث جابر بن عبد الله

10- أخرج الإمام مسلم فى صحيحه (1507) عن جابر بن عبد الله قال : كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن عقوله ثم كتب أنه لا يحل لمسلم أن يتوالى مولى رجل مسلم بغير إذنه ثم أخبرت أنه لعن في صحيفته من فعل ذلك.

والشاهد : قوله : (كتب النبي صلى الله عليه وسلم).

والشاهد العام من كل هذه الأحاديث الصحاح هو :

1- يقينية مسألة كتابة السنة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم.

2- تواتر الأدلة حول هذه المسألة.

3- تعدد مرات الكتابة حسب مقتضى كل موقف.

4- قد تكون الكتابة تصريح لصحابى بعينه أو لأهل بلد بعينهم أو للجميع.

ويكفينا هنا ما رواه الإمام مسلم فى مقدمة صحيحه عن مسألة التعريف برجال الإسناد حيث قال : (حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح حدثنا إسمعيل بن زكرياء عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم).

ومحمد بن سيرين الذى ذكر هذا الكلام توفى فى 110هـ وهو يخبر عمن سبقه يعنى عن أناس عاشوا فى القرن السابق أى فى القرن الأول الهجري

اذا لابد للمتكلم بحياة البخاري ومسلم وغيرهم من العلماء ان يعلم ماذا كان قبل البخاري ومسلم ومن هم البخاري ومسلم وماهي احاديثهم وكيف جمعوها ودونوها تحدثنا مختصرا عن الموضوع

 

لقلة الوقت ولكن نصيحة لكل من يشكك في الاحاديث الصحيحة اكرر الاحاديث الصحيحة ان يتعلم معنى حديث ويقرأ كيف جمعت ودونت ليبقى على الطريق القويم ان شاء الله

---------------

ادارة الموقع

 

اذا كان لديك استفسار او سؤال يخص نفس الموضوع اضغط هنا لأرساله للموقع: