73 - الرق في الاسلام عدد القراء :719

الرئيسية شبهات عن الاسلام | ادارة الموقع

السؤال :

الم يكن نبيكم بشجاعة ابراهيم لينكولن الذي وقع على قانون صريح خرج من الكونكرس يقول فيه "بمنع الرق"

"يقول بدءا من الغد: لا يوجد رقيق، لا يوجد عبيد!"

اعطني اية واحد في القرآن الكريم او حديثا يقول فيه "لا يوجد رقيق ابتداءا من الغد"!

-----------------------------------------------------

الجواب :

في الحقيقة لو اردنا التحدث عن هذا الموضوع، فلا بد ان نتكلم

(الكلام هذا للداعية فاضل سليمان)

----------------------

اولاً: مسألة منع الرق في امريكا

ابراهيم لنكولن رجل عظيم وهو احد رؤساء امريكا، وهو منع الرق بكل وضوح وبجرة قلم بعد ان مرر الكونكرس هذا القانون

ولكن ماذا كانت النتائج لهذا المنع المفاجئ؟

نتج عن هذا حرب اهلية دامت خمس سنوات، مات فيها نصف مليون نفس، واعيق فيها نصف مليون شخص.

وقد يأتي شخصاً امريكياً ليقول "هذا ثمن الحرية"

وليس لدي مشكلة في ان يموت مليون شخص في سبيل الحرية، بل على العكس تماما!

الجزائر اعطت مليون ونصف شهيدا من اجل الحرية.

ونحن مستعدون ان نقدم عشرات الملايين من اجل فلسطين.

لكن المشكلة هي ان علاج مشاكل متجذرة في المجتمع بهذا الشكل الحاسم وبصورة مفاجئة قد يقود الى مشاكل كثيرة.

بعد ١٥٠ سنة من صدور هذا القرار، ما زال السود لا يستطيعون الجلوس في الاماكن المخصصة للبيض في سيارات النقل العام.

والى الان يقف السود في طوابير على صنبور المياه المخصصة لهم ليشربوا منها الماء، والصنبور المخصص بالبيض فارغ لا يوجد عنده احد، لا يجرؤ احد من السود على الشرب منها!

احد اصدقائي في امريكا - وهو اسود- يحكي لي انه في صغره عندما كان يسافر مع عائلته في السيارة من ولاية لاخرى اذا جاعوا ونزلوا عند احد المطاعم فانهم لا يجرؤون ان يطلبوا الطعام من الباب الامامي، لكن يطلبون طعامهم من باب المطبخ!!

وهذا الكلام بعد ١٥٠ سنة من قرار لنكولن، في ستينيات القرن الماضي.

اخيرا فقد تغير الوضع، واصبح للامريكان رئيسا اسودا "اوباما" في العام ٢٠٠٨ ولهم الحق في الفخر في ذلك.

----------------------

ثانياً: طريقة تعامل الاسلام مع الرق

عندما فكرت في الموضوع ، تذكرت انه كان لدينا في مصر رئيساً اسودا لمدة عشر سنوات "الرئيس السادات" ولم نهتم اصلا انه كان اسودا.

وذلك بسبب الطريقة التي عالج بها الاسلام مسألة الرق.

الذي يتعامل مع الرق فيمنع الرق فقط هذا انما يتعامل مع العرض فقط وليس مع المرض نفسه!

وهذا اكبر خطأ

العرض هو الرق، الاستعباد!

اما المرض فهو العنصرية!

الاسلام عالج العنصرية عن طريق العقيدة الاسلامية

الاسلام لم يأتي لتشريع الرق

انما جاء لتشريع العتق!

لا يمكننا ان نلوم الاسلام على مشكلة لم يبدأها!

الاسلام جاء فوجد العالم مقسوم لقسمين:

اسياد، وعبيد

لا يمكننا ان نلوم الاسلام على هذا الوضع لانه موجود قبل الاسلام

الاسلام حاول ان يعالج الرق دون ان يسبب خلخلة كبيرة في المجتمع ولتفادي الشرخ الاجتماعي بين الناس.

فعلى العكس حاول ان يوائم بين الناس سواءا بيضا او سودا ، فجعلهم يحبون بعضا

وجد الاسلام ان الرق عبارة عن نهر يتوسع باستمرار لان الرقيق في ازدياد مستمر

ووجد ان هذا النهر يتغذى من سبعة روافد رئيسية

الرافد الاول هو الحرب: الجنود المأسورين في الحرب يصبحون عبيدا فيما بعد.

ثانيا الاختطاف: يتم اختطاف شخصا ما ثم بيعه في سوق الرق.

ثالثا الديون: من كان عليه دينا ولم يستطع تسديده قد يصبح عبدا عند صاحب المال.

رابعا بيع الاولاد: كان من حق الاب ان يبيع اولاده، فمن لم يجد لقمة العيش باع ابنا له وسد جوعه.

خامسا الهبة: ان يهب شخصا نفس لشخص، فيقول انا عبدا عندك بشرط ان يكون مأكلي ومشربي عليك.

سادسا العقاب على بعض الجرائم: فمن ارتكب جريمة قد يصبح عبدا عند من ارتكبت الجريمة في حقه.

جاء الاسلام ومنع هذه المصادر كلها، ماعدا مصدرا او اثنين، حسب الحاجة.

مثلا في الحرب ، منع الاسلام ان يتم استرقاق الاسرى.

الا في حالة واحدة، اذا كان جيش العدو يسترقّ الاسرى المسلمين فهنا تكون المعاملة بالمثل.

فليس من العدل ان يدخل جنودنا الحرب وهو خائفون من الاسترقاق بعد الاسر، بينما جندي العدو مستريح من هذه الناحية لان يعلم انه لن يكونوا رقيقا بعد الاسر في حال الهزيمة.

لذلك نجد ان المسلمين استرقّوا الاسرى في غزوة بني المصطلق، لان بني المصطلق كانوا يسترقّون الاسرى.

بينما لا نجد احدا من قريش اُسترِق او اصبح عبدا لان قريشا لم تكن تسترقّ الاسرى.

الاسلام وضع نظاما في التعامل مع الاسرى؛

يقول تعالى «فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق»

بعد ان اخذنا الاسرى، ماذا نصنع؟

«فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها»

اما ان تمنون عليهم فتتركوهم يذهبون طلقاء، او تفادوهم بأسراكم، وان لم يكن هناك اسرى عندهم، تفادوهم بالمال كتعويض عن خسائر الحرب،،

----------------------

كيف يسمح الاسلام بالعلاقة مع ملك اليمين؟

وهذه من اكبر الشبهات الموضوعة حول الاسلام.

اولا: العلاقة بملك اليمين مثل العلاقة الزوجية تماما

يعاشرها وينجب منها الاولاد.

وهذه علاقة مجتمعية كانت مقبولة قبل الاسلام

وعندما جاء الاسلام كان امامه خيارين:

اما ان يمنعها، او ان يستخدمها في القضاء على الرق.

لو ان الاسلام منعها - وهذا بالتاكيد فيه خير- فسيكون المخرج الوحيد لقضاء شهوة العبد هو ان يتزوج عبدة مثله.

اي ان كل أمة تتزوج عبدا، وبعد فترة معينة ينجبون الاطفال، فيكثر عدد العبيد في المجتمع مرة اخرى ويزداد النهر مرة اخرى.

فترك الاسلام هذه العلاقة بين السيد والامة ووضع لها شروطها

اولا : لو انها وضعت طفلاً فلا تكون أمة بعد ذلك، ولا يصح بيعها، او ان تُهدى!

ويصبح اسمها ام البنين

فيكون الاولاد احرارا مثل ابيهم.

فتكون هذه العلاقة تصب في نهر الاحرار لا نهر العبيد.

فأصبح هذا فرعا أعيد توجيه لكي يعطي الثمار الخاصة به في نهر الأحرار وليس في نهر العبيد

كثير من الناس اصبحوا احرارا بهذه الطريقة

وهم كانوا أبناءً لإماء (أمهم كانت أمة او عبدة)

فأصبحت حرة وهو اصبح حرا لمجرد أنه وُلد من أب حر وبهذه الطريقة بدأ الأسلام يحاصر نهر العبيد ويجعله يضيق

لكن الأسلام يريد توزيع المياه الموجودة في هذا النهر بسرعة ففتح مصارف لتصريف هذه المياه بسرعة (يصرف العبيد بسرعة)

ففتح مصارف لتصريف العبيد الموجودين وجعل من ضمنها ،أن السيد يتطوع لتحرير العبد الخاص به لكي يدخل الجنة قال تعالى في سورة البلد

(فلا اقتحم العقبة*وما ادراك ما العقبة*فك رقبة)

ماذا تعني؟ تعني تحرير العبد

"ولكن أنا لا أملك عبيدا ماذا افعل؟ أذهب واشتري عبيدا وحررهم لكي تدخل الجنة"

هذه هي العقبة الذي يستطيع اقتحامها, يستطيع دخول الجنة

الأمر الثاني....

ربنا جعل من مصارف الزكاة تحرير العبيد

(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ) التوبة الاية 60

في الرقاب ماذا تعني؟

تعني حين وجوب الزكاة, الشخص يذهب لسوق العبيد ويشتري 10 او 12 عبد على قدر ماله ويحررهم.

هكذا استخدمت الزكاة لتحرير العبيد

الأمر الثالث....

اصبح هناك كفارات لعدة ذنوب مثلا شخص افطر في رمضان من غير عذر

يصبح اول شيئا لتكفير هذا الذنب هو ان يحرر عبدا (سواء كان يملك واحدا او يشتري واحدا)

واذا لم يجد هناك اعمال اخرى لتكفير هذا الذنب

،شخص قتل عن طريق الخطأ قال تعالى

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ) [سورة النساء 92]

اي انه لا يجوز القتل الا ما كان خطئاً

مثلا شخص يقتل في حادث سير ماذا يفعل؟ يحرر عبدا

هذه الكفارة خطيرة جدا ومعناها انه في الاسلام الحرية تساوي الحياة, انت اخذت حياة من شخص عن طريق الخطأ وعليك ان تعطي حرية لشخص فاقد الحرية

اجمل شي في هذا الموضوع هو "المكاتبة"

ماذا تعني المكاتبة؟

هي اختراع اسلامي وضع لكي يحرر العبيد

وجعل يساوي بين العبد وسيده ويجلسون على طاولة واحدة ويكتبوا عقداً بينهم (طرف اول وطرف ثاني).

وهذه الطريقة استخدمها العبيد المسلمون في امريكا لتحرير انفسهم

"شخص اسمه عبد العزيز عبد مشهور في امريكا كان مدرس قرآن في تنزانيا وتم اختطافه و بيعه كعبد لأمريكي ابيض (اي اصبح عبدا للامريكي الابيض) في متشيكن .. وجاء يوما وقال لسيده يا سيدي

ماهو رأيك ان نكتب عقداً تقول فيه انا كم ثمني؟ اذا استطعت ان اجلب لك النقود بأي طريقة

كأن اعمل بعد العمل الخاص بك، او اطلب من احد نقوداً لذلك ..اياً كان

سيكون بذلك من حقي ان اشتري حريتي منك وبالفعل تمت المكاتبة واستطاع عبد العزيز ان يشتري حريته

"وعاد الى تنزانيا وبدأ بتحويل النقود واشترى حريته وليس هذا فقط بل اشترى 8 من اولاده

الخلاصة هنا ان الاسلام يقول للسيد المسلم

انك يجب ان تكون اول شخص يساعد العبد في شراء حريته اي انه يجب عليك ان تضع اول قسط هدية منك قال تعالى

(وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

[سورة النور 33

لذلك خلال عدة سنوات بدأت تختفي كلمة عبيد وتظهر كلمة جديدة هي الموالي

مولى تعني العبد السابق او السيد السابق ولا احد يستطيع التفريق بينهم ووصل الامر بهؤلاء الموالي بأن اصبح لهم وضع كبير في الدولة

حتى ان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل ان يموت و احب ان يوصي بالخلافة قال

لو كان احد هذين الشخصين حي لما جعلتها شورى بين الناس

سالم مولى ابو حذيفة وهذا كان عبداً, اي ان عبدا كان سيصبح خليفة المسلمين الثالث

ونقول ايضا ان الاسلام راعا حقوق الاسياد لان الاسلام ونحن لا ننظر للاسياد على انهم اشرار

طالما ان القانون يسمح بشراء العبيد, اي حين شراء عبدا او امتلاك احدهم , فهذه لا تعد جريمة او مخالفة للقانون

لذا تم وضع قوانين منظمة لامتلاك العبيد وتقول للاسياد بأن هذه التجارة سوف تبور او في طريقها للبوار

اي تخلص من العبيد الذين تملكهم وحررهم ولا تشتري عبيداً من جديد

هل تريد ان تملك عبدا ؟

يجب ان يأكل من اكلك، يلبس من نفس لباسك، اذا تنرفزت وضربت عبدك فهو حر تلقائياً, فقط من اجل ان تطلب منه المساعدة في اعمالك

اسف! من الذي يتمنى امتلاك عبد بهذا الشكل؟! هذا اصبح حمل مادي على الانسان ومن الافضل لك ان تستأجر اجير بدل هذه التكاليف

وبهذه الطريقة استطاع الاسلام التعامل مع هذا العرض الا وهو الرق وتم القضاء عليه بدون ان تحصل هزة في المجتمع, اي ان الاسلام جاء للمساواة بين الناس

ونبينا محمد صلى الله علية وسلم قال في حجة الوداع قال يا ايها الناس ان ربكم لواحد وإن اباكم لواحد (يتكلم عن سيدنا ادم علية السلام)

كلكم لآدم و ادم من تراب.

(الكلام اعلاه هو كلام الداعية فاضل سليمان) جزاه الله خيراً..

-----------------------------------------------------------------------------------

ستراتيجية الاسلام بشكل تفصيلي في التعامل مع الرق

يوجد لدينا نهر كامل من الرق.. ولهذا النهر (منابع ومصارف) وطريقة للتعامل مع ما في النهر

1- منابع الرق تم ذكرها سابقاً وهي الروافد السبعة

الحرب, المديون, الهبة, بيع الاولاد, العقوبة لبعض الجرائم, الاساءة الى طبقة الاشراف و الاختطاف

وادلة منعها

#المديون : منع الاسلام استرقاقه " وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" البقرة 280

" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ (اي المدينين العاجزين عن الأداء) وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 60

#الاختطاف و #استعباد الاجير:  حرم ذلك الاسلام بقول النبي صلى الله عليه وسلم "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره "

#العقوبة لبعض الجرائم: حرم الإسلام ذلك أيضاً وفرض عقوبات وحدوداً للجرائم ولكن ليس من ضمنها استرقاق المذنب .

#الاساءة الى طبقة الاشراف: حرم الإسلام ذلك أيضاً وأكد أن الناس جميعهم سواسية وأنهم " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الحجرات 13

منع الاسلام كل الروافد الا منبعاً واحداً وهو أسر المحارب أو المحاربة من داخل ساحة القتال فقط دون سواهم وذلك أثناء حرب مشروعة.. و شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى. عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل .. وذلك لردع المعتدى حتى يعلم أنه سيلحق بمحاربيه مثلما سيلحق بما في يده هو من اسرى للمسلمين .... فلا يعقل بالطبع أن يصبح أسرى المسلمين لدى الكفار رقيقاً بينما أسرى الكفار لدى المسلمين أحرارا..... فترجح كفة المعسكرات الكافرة على المعسكر الإسلامي .. وتطمع أيضاً هذه المعسكرات في المهاجمة وهى آمنة مطمئنة من عواقب الهجوم .. بل وهي رابحة غانمة .

إن من ما نحب بيانه بخصوص "التسرِّي " الذي لا يقع إلا مع "ملك اليمين " أي الأسيرة المحاربة فى حرب مشروعة شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى, أن الإسلام لا يبيح استرقاق كل مخالف لنا في الدين بل لا يبيح السبي إلا للمحاربين الكفار ومن معهم في دار الحرب من النساء للسبب الذي ذكرناه .. أما غير المحاربين فلا سبي عليهم في الإسلام أصلاً , ولا يجوز لمسلم أن يتعدى على رجل أو امرأة إذا كان كافراً غير محارب للمسلمين، بأي نوع من أنواع الاعتداء كالقتل أو الضرب أو الاغتصاب للنساء ......... وهذا أول فرق بين مطلق الاغتصاب وبين التسري في الإسلام .

--------------------------------------

2- التعامل مع الرقيق

أن الإسلام شرع منهجاً كريماً حدد فيه أسلوباً لمعاملة المسلمين لما تحت أيديهم من أسرى للكفار ( ذكوراً و إناثاً )... فأصبحوا جزءاً من الأسرة فالمسلم الذي استبقى عبداً تحت يده استبقاه بشروط... وهى أن يكون مساويا له وان يكون عبدا له لا عبدا لسواه ... فعبد غيرك حر مثلك .. وذلك على النحو التالي :

# قال الله تعالى: " وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً " النساء : 36

--------

# قال الله تعالى: " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا " الإنسان 8 – 9

--------

# وصى بهم الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ (أي انتم مخولين برعايتهم ) جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ " .

--------

# قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يقولن أحدكم عبدي و أمتي . كلكم عبيد الله . وكل نسائكم إماء الله " . ولكن ليقل : غلامي و جاريتي وفتاي و فتاتي "

--------

# ومن أدب القرآن أنه استخدم تلك الألفاظ

"وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ" يوسف 36 .... " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ " الكهف 60

--------

# لقد حرص الإسلام حتى على تسمية المملوكة " ملك يمين " وليس ملك شمال .. لان اليمين تمدح وتخص بالمحاسن والمصافحة ... " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه "

--------

# ولئن كانت الأديان الأخرى تغلظ للعبد في عقوبته على الذنب ما لا تغلظه على السيد ...... فإن الإسلام يخفف عقوبة العبد ويجعلها دون عقوبة الحر  مراعاة لحاله وضعفه الذي قد يوقعه بالمعصية  ومن ذلك تخفيف عقوبة الزنا إلى النصف من عقوبة الحر " فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ " النساء: 25

--------

# قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : الرجل تكون له الأمة ، فيعلمها فيحسن تعليمها ، ويؤدبها فيحسن أدبها ، ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران "

--------

# وما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالعبيد لضعفهم، ولم ينس الوصاية بهم حتى وهو على فراش الموت، في اللحظات الأخيرة من حياته يقول أنس بن مالك: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين حضـره الموت " الصلاة وما ملكت أيمانكم ، حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره ، وما يكاد يفيض لها لسانه ".

--------

# عن أبي مسعود الأنصاري قال: " كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا ( اعلم ، أبا مسعود ! لله أقدر عليك منك عليه ) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! هو حر لوجه الله. فقال ( أما لو لم تفعل، للفحتك النار،أو لمستك النار " .

--------

# والعبد لا يجوز قتله ولا تعذيبه " من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه "

--------

# كما لا يجوز اتهامه والطعن في حقوقه الذاتية كسائر الأحرار لقول النبي " من قذف مملوكه ، وهو بريء مما قال ، جلد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال"

--------

# وضرب الرقيق - ولو لطمة واحدة - كاف لضمان عتقه من سيده لقول النبي " من لطم مملوكه ، أو ضربه، فكفارته أن يعتقه "

--------

# ونهى صلى الله عليه وسلم عن تعذيب العبيد وتكليفهم ما لا يطيقونه" من لائمكم من مملوكيكم فأطعموهم ماتأكلون واكسوه مما تلبسون ، ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله "

--------

# قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كفى بالمرء إثما أن يحبس ، عمن يملك ، قوته " .

--------

# وحرصاً على المشاعر الإنسانية للرقيق تهدد صلى الله عليه وسلم من يفرق شمل الأسرة المملوكة بقوله " من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه و بين أحبته يوم القيامة "

--------

# وانظر إلى ما لا تجده في حضارة أخرى أو دين آخر، ومن ذلك أن أمر السيد بمساواة رقيقه بنفسه في مطعمه ومشـربه وأن يؤمن له حاجاته الضرورية، فامتلاكه للرقيق مسؤولية وغُرم قبل أن يكون غُنماً... قال النبي " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمة أو لقمتين ، أو أكلة أو أكلتين ، فإنه ولي علاجه "

--------

# إن من عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة "رقيقه" زيد بن حارثة جعلت زيداً يختار البقاء على العبودية عند النبي صلى الله عليه وسلم على المضـي حراً مع والديه ... فكافأه النبي صلى الله عليه وسلم بتبنيه، فكان يسمى زيد بن محمد إلى أن ألغى القرآن الكريم التبني، فصار ينسب لأبيه حارثة " ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ " الأحزاب 5

--------

# دخل عمر بن الخطاب مدينة القدس ليتسلم مفاتيح بيت القدس ماشيا وغلامه راكب ..... لأنه كان يركب بعض الوقت ثم ينزل فيركب الغلام بعض الوقت ثم ينزل الأمير والغلام وتمشي الدابة فارغة لتستريح قليلا .... ولكن شاء ربك أن تأتي النوبة على الغلام فيدخل عمر مدينة القدس ماشيا وغلامه راكب .

--------

# أول من سارع بالدخول في الإسلام كانوا هم العبيد رعاة الغنم .. فحولهم الإسلام من العبودية فأصبحوا سادة للأمم ... فلا نقول إلا سيدنا.. بلال بن رباح – صهيب الرومي – سلمان الفارسي – آل ياسر سميه وعمار ....وغيرهم .

--------

# إن الأسير حسب معاهدة " جنيف " يوضع في سجن ويحبس وتقيد حريته داخل زنزانة من طراز سجن أبو غريب والسجون الإسرائيلية ومعتقلات جوانتانامو و يكهرب ويعذب و تطلق عليه الكلاب ناهيك عن الانتهاكات الغير إنسانية .

--------

# ولذلك فإننا نطرح سؤالاً على أي إنسان وقع في الأسر حاليا - أيهما يختار معاملة أسرى " جنيف " أم أسرى الإسلام .

--------

# ونسوق شهادة غوستاف لوبون: " إن الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند العرب - أي المسلمين - خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوربا، وأنهم يكونون جزءاً من الأسرة  فهيهات بين من يعتبر العبد جزءاً من الأسرة وبين من يستمتع برؤيته بين أنياب الأسود ."  حضارة العرب،غوستاف لوبون ، ص 289

--------

# ولعل من الطريف أن نذكر هنا أن معظم خلفاء بني العباس كانوا جميعاً من أبناء الإماء يقول غوستاف لوبون " لا يكاد المسلمون ينظرون إلى الرق بعين الاحتقار ... فأمهات سلاطين آل عثمان - وهم زعماء الإسلام المحترمون - من الإماء، ولا يرون في ذلك ما يحط من قدرهم".حضارة العرب، غوستاف لوبون، ص 376

* وأخيراً فإن الحضارة الإسلامية قدمت نموذجاً فريداً في معاملة العبيد .... فكان منهم العلماء، كـسالم رضي الله عنه مولى أبي حذيفة ، والأمراء كسلمان الفارسي أمير المدائن، وزيد بن حارثة قائد جيش المسلمين في مؤتة، " وبلال " خازن بيت المال الذي يقول عنه الخليفة عمر بن الخطاب: " أبو بكرسيدُنا، وأعتق سيدَنا " أي بلالاً.

--------------------------------------

3- مصارف الرق

قبل الاسلام كان مصرفاً واحداً وهو ارادة السيد اما في الاسلام:

1. رغّب الإسلام في تحرير الرق والعبيد دون قيد أو شرط ابتغاء الأجر من الله دون مصلحة دنيوية أو مقابل دنيوي:

#قال الله تعالى:" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ " البلد 11 – 16

( اي من يرد النجاة من عقبات يوم القيامة والنجاة من النار فعليه أن يحرر رقبة من العبودية في سبيل الله تعالى)

#قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه"

#قلت : يا رسول الله ! أي الأعمال أفضل ؟ قال : " الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله " قال قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : " أنفسها عند أهلها ، وأكثرها ثمنا "

--------

2. جعل الإسلام تحرير المملوك كفارة لكثير من الأخطاء:

وجاء الإسلام ليجعل التكفير عن الخطايا معظمه بتحرير العبيد :

#فجعله كفارة للقتل الخطأ.... فقال تعالى: " وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ " النساء : 92 .

#وجعله كفارة للحنث في اليمين ...... فقال تعالى: " لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ " المائدة : 89 ... رقبة من أي دين أو لون أو عرق ... فهم الإسلام تحرير البشر من العبودية .

#وجعله كفارة للظهار: فقال تعالى: " وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "المجادلة 3 ........ رقبة من أي دين أو لون أو عرق فهم الإسلام تحرير البشر من العبودية

#وجعله كفارة لمن جامع زوجته في نهار رمضان : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، هلكت . قال : ما لك . قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها . قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين . قال : لا . فقال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا

--------

3. جعل الله تعالى العبد يُعتق إن ملكه قريب له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  " من ملك ذا رحم محرم فهو حر "

--------

4.جعل الله تعالى كفارة ضرب العبد عتقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لطم مملوكه ، أوضربه، فكفارته أن يعتقه "

--------

5. جعل الله تعالى الإنفاق على الرقيق وعتقهم من أحد مصارف الزكاة فقال سبحانه : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (أي في إعتاقهم ) وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "التوبة : 60.

--------

6. المكاتبة :

أمر الله تعالى بمكاتبة من طلب المكاتبة من الأرقاء ( أيا كان دينه ) لقوله تعالى: " .. وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ .. الآية" النور : 33..... بمعنى أن الله الزم السيد / المالك بان يكاتب ( اي يتعاقد ويتفق ) مع من يريد التحرر من العبيد والإماء على تسديد قيمته التي اشتراه بها على أقساط ... وبذلك يحرر نفسه بعمله أو بمساعدات الآخرين .

ومنذ اللحظة التي يريد فيها هذا الرقيق الحرية فانه يملك حينئذ حرية العمل وحرية الكسب والتملك فيصبح اجر عملة له .... وله أن يعمل في غير خدمة سيده ليحصل على فديته – اى انه يصبح كيانا مستقلا ويحصل على أهم مقومات الحرية .. ثم يصبح له نصيبه من بيت مال المسلمين في الزكاة ... والمسلمون مكلفون بعد هذا أن يساعدوه بالمال على استرداد حريته .

وعلى المالكين للرقيق أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه...... وهذا أمر صريح بعتق الرقيق الذين يريدون ذلك مادام المالك سيحصل على ماله .

لا ينكر منصف أن الإسلام له الأسبقية في هذا التشريع  بل إن الإسلام أمر بمساعدتهم بالمال ليحصلوا على حريتهم فقال تعالى : " وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ " . التفسير الميسر

إن من الواضح أن المسترق في الإسلام يستطيع أن يحرر نفسه بهذا الأسلوب (المكاتبة) .. أما مسجون " جنيف " القابع في سجن أبو غريب أو السجون الإسرائيلية أو في معسكرات الاعتقال والتعذيب في " جواتانامو " فانه لا يستطيع بالطبع أن يحرر نفسه ..

--------

7. ملك اليمين :

بالإضافة إلى قاعدة " المن أو الفداء " و بالإضافة أيضاّ إلى المصارف الست المذكورة بعاليه لتصفية الرق فقد شرع الاسلام مصرفاّ سابعاّ للرق ألا وهو  ملك اليمين , ولكن من هي ملك اليمين.. إنها الأسيرة المحاربة التي كانت ضمن صفوف الجيش الآخر خلال حرب مشروعة للمسلمين  و ليست المخطوفة  و شريطة ألا يكون هناك اتفاقاً أو معاهدة تلتزم فيها الأطراف المتحاربة على تبادل الأسرى , فإذا كانت هناك معاهدة بذلك – كما هو الحال في عصرنا الحالي - فلا يجوز و لا يحل أخذ " الأسيرة المحاربة " كملك يمين ....... هذا وإنه ليس من المعقول بالطبع أن يطلق المسلمون ما تحت أيديهم من أسرى أعدائهم ثم يمسك عدوهم أسيرهم منهم حتى يباع ويسترق ... وهذا ما انتهت إليه دول العالم المتقدم مؤخراً وهو مبدأ " المعاملة بالمثل " .

$ إن البديل للمرأة الرقيق أنها كانت ستقتل خلال حربها مع المسلمين لذلك فالمقارنة تكون بين " رق وقتل لا بين رق وحرية " ..... هذا مع الأخذ في الاعتبار المعاملة الكريمة التي ستلقاها في الأسر.... والتي ذكرناها بالتفصيل بعاليه وليس معاملة سجون أبو غريب ومعتقلات وأقفاص جوانتانامو .

$ و لا يستبعد أحد أن تكون المرأة محاربة .... فحديثاً نرى مجندات في الجيش الإسرائيلي / مجندات التعذيب في أبو غريب و جوانتانامو ... هذا وقد كانت المرأة المسلمة تخرج مع الجيوش المسلمة أيضاً للتمريض .

$ العلاقة بملك اليمين مثل العلاقة الزوجية تماما يعاشرها وينجب منها الاولاد. وهذه علاقة مجتمعية كانت مقبولة قبل الاسلام وعندما جاء الاسلام كان امامه خيارين: اما ان يمنعها، او ان يستخدمها في القضاء على الرق. لو ان الاسلام منعها - وهذا بالتاكيد فيه خير- فسيكون المخرج الوحيد لقضاء شهوة العبد هو ان يتزوج عبدة مثله.اي ان كل أمة تتزوج عبدا، وبعد فترة معينة ينجبون الاطفال، فيكثر عدد العبيد في المجتمع مرة اخرى ويزداد النهر مرة اخرى. فترك الاسلام هذه العلاقة بين السيد والامة ووضع لها شروطها

اولا : لو انها وضعت طفلاً فلا تكون أمة بعد ذلك، ولا يصح بيعها، او ان تُهدى! ويصبح اسمها ام البنين فيكون الاولاد احرارا مثل ابيهم. فتكون هذه العلاقة تصب في نهر الاحرار لا نهر العبيد.

فأصبح هذا فرعا أعيد توجيه لكي يعطي الثمار الخاصة به في نهر الأحرار وليس في نهر العبيد

كثير من الناس اصبحوا احرارا بهذه الطريقة وهم كانوا أبناءً لإماء (أمهم كانت أمة او عبدة)

فأصبحت حرة وهو اصبح حرا لمجرد أنه وُلد من أب حر وبهذه الطريقة بدأ الأسلام يحاصر نهر العبيد ويجعله يضيق

----------------------------------------------------

تنبأ القرآن بأنتهاء الرق يومــا ما

قد تنبأ القرآن - ضمن إعجازاته - بنهاية الرقيق في العالم و ذلك بفضل شرائعه التي لا تجد لها مثيلاً في الشرائع الأخرى وكيف كان ذلك كذلك ... إقرأ هذه الآية :

"وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا " المجادلة 3 – 4

ستلاحظ عجباً , لقد استخدم القرآن عبارة  " فَمَنْ لَمْ يَجِدْ " مع حالة " فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ " ولكنه استخدم عبارة " فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ" مع حالة "فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ" مما ينبأ بأنه سيأتي على البشر زمان سيرغب الفرد فيه في أن يحرر رقيقاً ولكنه لن يجد .

إن الثابت من حديث البخاري عن جويرية أنه عليه السلام:" لم يترك عند وفاته درهمًا ولا دينًارا ولا عبدًا ولا جارية "وانه كان يبذل أقصى الجهد لإطلاق الأسرى كما حدث في غزوة بني المصطلق ... إذ تزوج الرسول ابنة حاكم بني المصطلق فقال المسلمون كيف نسترق أصهار رسول الله ... فأطلقوا الأسرى .... هذا وقد أطلق الرسول أيضاً الأسرى في غزوتي حنين والطائف .

----------------------------------------------------

ما دليل وجود رق قبل الاسلام؟!

§ كان الرقيق ( ويسموا "عبد / غلام " للذكور & "أمة و جمعها إماء / جارية / سُرّية وجمعها سراري" للإناث ) نظاماً وعرفاً يقوم عليه الاقتصاد منذ قرون عديدة في العالم كله ( الفرس / الرومان / الهند / الصين / أهل الكتاب ..... ).. وكانوا واقعاً غير مؤلم ولا مستغرب ... لا يأبه لهم أحد و لا يفكر فيهم مصلح .... بل وكانت الأرض تباع بفلاحيها .

§ فكان العبيد في الدولة الرومانية المسيحية مثلا.. يقدم بعضهم في حلبات المصارعة الرومانية حتى يتسلى السادة بموتهم بين أنياب الوحوش ...بل و كان الرومان يدربون أبناءهم على السهام ويجعلون العبيد هم الهدف.

§ وقد ظل الأوربيون لعدة قرون يصطادون بوحشية البشر من أفريقيا ويسخرونهم كعبيد....... وتم خطف عشرات الملايين و هلاك مثلهم في أثناء الغارات التي كان يقوم بها قراصنتهم ...وأثناء نقلهم لأمريكا خلال رحلة شاقة ... كان يموت منهم ما يقرب من الثلث ... ويتم إلقاء الضعفاء والمرضى في المحيط حتى لا يستهلكوا نصيباً من الطعام !.

§ ولا أحد منا يغفل عن ظلم واضطهاد العبيد السود مثلا في أمريكا وحتى عهد قريب جداً ......... حتى أنهم كانوا يمنعون من دخول كنائس السادة البيض .

§وطوال تاريخ الإنسانية - وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي - امتلأ العالم بالعبيد، الذين كانوا يستعبدون لأتفه الأسباب، كالعجز عن سداد دين أو خسارة مال في قمار..... وحين قررت بريطانيا في العصر الحديث إلغاء الرق عام 1823م تم تحرير ما يربو على 800 ألفاً من رقيقها.... أسرى الحرب في التاريخ ، عبد الكريم فرحان، ص 41

الرق في التوراة والانجيل:

§ الإقرار بأن الرق أمر واقع في العالم أجمع:

" إِذَا اشْتَرَيْتَ عَبْدًا عِبْرَانِيًّا، فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ، وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرًّا مَجَّانًا. إِنْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. إِنْ كَانَ بَعْلَ امْرَأَةٍ، تَخْرُجُ امْرَأَتُهُ مَعَهُ. إِنْ أَعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ أَوْ بَنَاتٍ، فَالْمَرْأَةُ وَأَوْلاَدُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ، وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ. " خروج 21: 1-4

 

§ تشريع الرب عن العبيد والإماء:

" لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ" سفر الخروج 20 / 17

" وَأَمَّا عَبِيدُكَ وَإِمَاؤُكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ لَكَ، فَمِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ. مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ عَبِيدًا وَإِمَاءً. وَأَيْضًا مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ، مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ وَمِنْ عَشَائِرِهِمِ الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الَّذِينَ يَلِدُونَهُمْ فِي أَرْضِكُمْ، فَيَكُونُونَ مُلْكًا لَكُمْ. وَتَسْتَمْلِكُونَهُمْ لأَبْنَائِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ مِيرَاثَ مُلْكٍ. تَسْتَعْبِدُونَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَتَسَلَّطْ إِنْسَانٌ عَلَى أَخِيهِ بِعُنْفٍ." سفر اللاويين 25 : 44 – 46

§ الله يجعل السبي كعقوبة للكفر والشرك :

" سَتَعْصِفُ الرِّيحُ بِكُلِّ رُعَاتِكِ، وَيَذْهَبُ مُحِبُّوكِ إِلَى السَّبْيِ. عِنْدَئِذٍ يَعْتَرِيكِ الْخِزْيُ وَالْعَارُ لأجل كل شرك " ارميا 22 : 22

§ وجود أمر باسترقاق الأسرى:

" إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ، وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا، وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَالْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً، َحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً . " تثنية 21: 10 : 13

" حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. " التثنية 20 / 10 - 15

§ وجود أوامر للعبيد ( الرق ) بطاعة أسيادهم والخضوع لهم كما للرب:

" أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ،" رسالة بولس لافسس 6 / 5 – 6

" أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا." 1بطرس 2: 18

" وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ " رسالة بولس الى تيطس 2 / 9

§ عدم وجود أوامر بحسن معاملة العبيد في الكتاب المقدس:

" وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ يُنْتَقَمُ مِنْهُ. لكِنْ إِنْ بَقِيَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ لاَ يُنْتَقَمُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَالُهُ. " خروج 21: 20 – 21

" وَأَمَّا ذلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بحَسَبِ إِرَادَتِهِ، فَيُضْرَبُ كَثِيرًا." لوقا 12 - 47

جاء في الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح : أن طعام البنين لا يعطى للكلاب... و يعنى "بالبنين" بنو إسرائيل ( أى السادة ) أما الكلاب فهم الكنعانيون (أي العبيد) الذين كانوا يسكنون فلسطين قديماً  " ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب " إنجيل متى 15/22-27 .

§ الإماء والسراري هو أمر متعارف عليه في الكتاب المقدس ولا يوجد أي نص يقننه أو يمنعه :

" وإذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد. "سفر الخروج 21 / 7 -11

" وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْنًا وَسِتِّينَ ابْنَةً." أخبار 2-11 عدد21

" وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ." تكوين 25: 6

§ الأنبياءُ والجواري والسراري في الكِتابِ المُقدّسِ:

أ - نبي الله إبراهيم عليه السلام، وُلد له من هاجر المصرية (والتي كانت جارية في بيته ) إسماعيل نبياً ورسولاً :  " وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ، فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ . فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ."

 تكوين :16: 1 – 2

ب - نبي الله داوود عليه السلام له سراري ونِساء من أورشليم , ويُنجِب منهم :

" وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضًا سَرَارِيَ وَنِسَاءً مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضًا لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. " صموئيل الثاني5: 13

ج - سليمان ابن داود عليه السلام لديْهِ 300 من السراري ... و 700 مِن النساء !.

" فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ " الملوك الأول11: 3

لذلك فأنه حسب النصوص السابقة وغيرها فإنه لا يوجد في الكتاب المقدس إلا كيف تسترق أو تسبي.. و كيف تضرب.. ولكن لا يوجد أي تشريع لحل مشكلة الرق أو لسد منابع الرق أو فتح مصارف لعتق الرقيق.

ومن اتهم الاسلام بالزنا فليقرأ ما يقوله كتابه المقدس:

§ الزنا بحليلة الجار ..... كما نسب الكتاب المقدس ذلك لداود عليه السلام (حاشاه) ... عندما زنى بمدام ... " بَثْشَبَعَ "زوجة جاره" أُورِيَّا الْحِثِّيِّ " وكما ورد ذلك في سفر صموئيل الثاني (2:11 –27 )" وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ .. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا...... فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: "أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ " ......فلما حملت منه "أى مدام بَثْشَبَعَ " سفاحاً دبر داود مؤامرة وقتل زوجها ثم " ضَمَّهَا ( اي التي زنى معها !!) إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ (أى الزنا بحليلة جاره والمؤامرات والقتل و ........الخ ) فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ ".

§ الزنا بالمحارم كما نسب الكتاب المقدس ذلك للوط عليه السلام ( حاشاه ) عندما شرب الخمر وسكر وزنا بابنتيه كما ورد ذلك فيسفر التكوين 19/30-37 " ..... فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. "

§ ناهيك عن الدعارة التي تمارس في أوربا بترخيص ومباركة من الدولة - ورحم الله من قال: رمتني بدائها و انسلت.

اذا كان لديك استفسار او سؤال يخص نفس الموضوع اضغط هنا لأرساله للموقع: