في ما يخص الاية التي تقول وان كنتم في ريب ممانزلنا على عبدنا فاتو بسورة من مثله . فانني اجد الملحدين تحدو القران وكتبو سور . فما هي شروط التحدي هنا . اي ماهي الاشياء التي نعتمد عليها حتى نثبت انهم فشلو في كتابة سورة شبيهة بالقران . او ان السورة خاطئة . ارجو ان تفهم سؤالي
بخصوص شروط التحدي القرآني، فيلزم أولاً فهم ما هو القرآن لفهم معنى التحدي وشروطه
القرآن الكريم .. تعريفه، وإثبات إلهية مصدره
القرآن الكريم:
بحسب إيمان المسلمين هو كلام الله عز وجل لفظاً ومعنىَ؛ المُتعبَّد بتِلاوتِه؛ المُتَحدىَ بإعجازه.
إثبات إلهية مصدر القرآن الكريم
مع إيماننا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أفصح من نطق باللغة العربية، وأنه أوتي جوامع الكلم، إلا أن فصاحته وبلاغته وإحاطته باللغة تابع للرسالة ولم يكن قبل الرسالة.
لذلك فإن المانع أن القرآن ليس في قدرة غير الله أن يأتي بمثله
فيستحيل أن يكون مصدر القرآن غير الله عز وجل (سواء مصدر بشري أو شيطاني)
والتفصيل كالآتي:
أولاً: مستحيل يكون من محمد نفسه، لأن سيرة محمد تنفي أن يكون كاذباً وتثبت أنه كان يؤمن برسالته إيماناً يقينياً، وهذا لا يتحقق إلا في من يؤمن بصدقه
فنجده يقف في صلاته في قيام الليل حتى تتشقق وتتفطّر قدماه ويقول (أفلا أكون عبداً شكوراً !)
ويرفض أن يحرسه أحد من الصحابة في عز خوفه من الكفار إيماناً بقول الله (والله يعصمك من الناس) .. وغير ذلك من المواقف التي تنفي أن يكون محمد مدعي النبوة من عند نفسه
ونجده يرفض أي رفع لقدره فوق القدر البشري كرسول، ولو كان كذب وأتي بالقرآن من نفسه لكان هدفه المدح الذاتي
ونجد القرآن يُعاتب محمد في كثير من المواقف لأن النبي اجتهد واختار خلاف الأولى، ولو كان من محمد أو لو كان لمحمد حرية التصرّف في القرآن لكان امتنع عن قراءة هذه الآيات وتعليمها للناس.
ثانياً: مستحيل أن تكون الرسالة من بشر غير محمد، فلو كانت من عند شخص آخر لكان تفاخر هو بها بدلاً من أن ينسبها لمحمد الذي ينسبها إلى الله، ثم إن كانت من مصدر بشري لكان يمكن لبشر آخر أن يأتي بمثل القرآن (خصوصاً وأنه لون جديد من الأدب يُمكن أن يتطور) لكن الواقع يُثبت أن محمد (رجل أمي لم يهتم بتعلم الأدب العربي) أتى بالقرآن الذي هو لون جديد من الأدب، وأتي بقمة هذا الفن، ولم يأتي فيه أي مبالغات كاذبة كعادة الأدباء
ثالثاً: استحالة أن يكون مصدره القرآن من الشياطين، لأن القرآن كله لعن في الشيطان وتحذير منه ومن اتباع طريقه، لدرجة أننا نبدأ قراءة القرآن بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومستحيل أن يوحي الشيطان بشيء قائم على لعنه.
رابعاً: التحدي القرآني لكل الجن والإنس على مر العصور أن يأتوا بمثل القرآن من حيث
أ- أنه لون جديد من الأدب، فقد كان الأدب العربي قبل الإسلام ينحصر في (الشعر والنثر) فجاء القرآن بلون جديد من الأدب لم يسبقه إلى ذلك أحد.
ب- قمة هذا اللون الجديد ولا يمكن تطوره, وهذا لا يكون في الأدب البشري إلا إن كان رسالة سماوية ممن أحاط بالزمان واللغة.
ج- أميّة الرجل الذي يأتي بمثل هذا اللون الجديد وعدم تعلّمه الأدب في حياته قبل هذا.
د- وجود إعجاز غيبي مكاني وزماني وعلمي وطبي وجغرافي وتاريخي ونبوءات ووووو .. كلها صادقة ولم يثبت كذب أحدها أبداً
هـ- عدم وجود أي اختلاف وتناقضات بين الأخبار
و- شمولية الشريعة لكل جوانب الحياة، وتمامها وكمالها إلى أقصى ما يمكن تصوره بحيث تصبح صالحة مصلحة لكل زمان ومكان
ز- تأكيد القرآن عجز البشر والشياطين جميعاً في كل زمان ومكان أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً
وبالفعل تحقق عجز من دون الله أن يأتي بمثل القرآن.
وبإثبات بطلان أي مصدر مُحتمل غير إلهي للقرآن، يثبت أن المصدر الوحيد للقرآن هو الله -عز وجل-.
----------------
ديدات أبو إسلام وسام