بالنسبة لسؤالي فإن لي الكثير من التعاملات مع المسلمين بحكم قضاء فترة طفولتي وشبابي بينهم ولكن كان هناك دائماً تساؤل لم أستطع فهمه وهو تعريف الله.
الأخ يسأل سؤالاً جيداً و هاماً جداً ؛ فهو يريد معرفة أمر لطالما فكّر فيه ألا وهو تعريف الله في الإسلام، وكيف أن التعريف يتضمن إنكار وتعارض مع المعتقدات الأخرى.
في الواقع إن تعريف الله في الإسلام يحدد ما يجب أن يكون عليه الإله وما لا يجب أن يكون عليه. فبالإضافة لمعرفة ماهية الإله فمن المهم أيضاً معرفة مالا يتوافق مع هذه الماهية، فإذا افترض أحدهم على نحو زائف أن كذا وكذا هو إله يمكنك بسهولة معرفة خطأ هذا الافتراض.
وللإجابة على "ما تعريف الله؟" فإن أفضل رد يمكن أن يقوله أي مسلم هو ما ذكر في القرآن في سورة الإخلاص سورة 112 الأيات 1 إلى 4 والتي تقول:{ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" ، "اللَّهُ الصَّمَدُ" ، "لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ" ، "وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ "} .
الله هو الكامل, هو الخالد، ليس كمثله شيئ. هذا هو تعريف الله سبحانه وتعالى في أربع أسطر كما ذكر في القرآن الكريم، وهذا هو الإختبار المذكور في الدين فهو إختبار للرد على أي شخص يقول أن كذا وكذا هو إله، إذا تطابق المرشَّح مع توصيف هذه الأسطر الأربع فلا يوجد لدى المسلمين أي اعتراض على قبول هذا المرشح كإله.
{ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" "الله الصمد"} الله هو الكامل, هو الخالد. {"لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ" "وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ "} أي ليس كمثله شيئ.
على سبيل المثال بعض الناس يقولون أن باجوان راجنيش هو إله، خلال جزء الاسئلة والاجوبة قال لي أخ هندوسي أننا كهندوس لا نعتبره إلهاً، أنا لم أقل مطلقاً أن الهندوس يعتبرون باجوان راجنيش إلهاً ولكن قلت هناك العديد من الناس يدعون أن باجوان راجنيش إله. والآن فلنضع باجوان راجنيش للاختبار..
الاختبار الأول، الآية الأولى تقول: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" أي قل أن الله واحد. هل كان باجوان راجنيش واحد؟ هل كان الإنسان الوحيد الذي إدعى الألوهية؟ هناك المئات ممن ادعوا الالوهية، بل وفي الهند وحدها هناك آلاف الرجال الذين أدعوا الألوهية، آلاف الناس الذين قالو أنهم إله، لذا لم يكن هو الوحيد. ولكن قيل أن بجوان راجنيش متفرد..! دعنا نتقدم إلى الإختبار التالي.
الاختبار الثاني: "الله الصمد" الله هو الكامل, هو الخالد. هل كان راجنيش كاملاً وخالداً؟ عندما نقرأ سيرته الذاتية نجد أن بجوان راجنيش كان يعاني من الربو ومن داء السكري ومن آلام الظهر المزمنة، تخيل أن الإله القادر على كل شيء يعاني من الربو ومن داء السكري ومن آلام الظهر المزمنة !!!
الإختبار الثالث: "لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ". أنت تعرف أن باجوان راجنيش ولد في ماديا براديش و كان لديه أب وأم، وفي 1981 ذهب إلى أمريكا حيث استقطب آلاف الأميركيين، وفي ولاية أوريجون أنشأ معهده الجديد تحت اسم راجنيش سبيورام. لاحقاً, ألقت السلطات الأمريكية القبض عليه ووضعته خلف القضبان. يقول راجنيش أن السلطات الأميركية سممته ببطئ. تخيل الإله القادر على كل شيء يتم تسميمه ببطئ!! وفي 1985 طردته السلطات الأمريكية وعاد للهند ورجع لمدينة بونا حيث انشأ مركزا من جديد يدعى حالياً أوشو كوميون، وإذا زرت ”أوشو كوميون“ مؤخراً وإذا ذهبت إلى صمادي حيث حُفظ رماده عقب وفاته.. فقد ذُكر هناك في الصمادي, على حجرٍ "أوشو" -أي بجوان راجنيش- "أوشو لم يُولد ولم يمُت, ولكنه زار الأرض اعتباراً من الحادي عشر من ديسمبر 1931 وحتى التاسع عشر من يناير 1990". يقولون: لم يُولد ولم يمُت, ولكنه زار الأرض ابتداءاً من الحادي عشر من ديسمبر 1931 ! وحتى التاسع عشر من يناير1990! نسوا أن يذكروا على الصمادي أمر عدم حصوله على تصاريح دخول (فيزا) لواحد وعشرين بلد من العالم !! تخيل أن الله, القادر على كل شيء, يأتي لهذه الأرض ليزور بلاد عدة ويطلب فيزا لذلك !!!
الاختبار الأخير: ”ولم يكن له كفواً أحد“ بمجرد إمكانية مقارنة الإله مع أي شيء آخر في هذا العالم فهو ليس إلهاً.
”ولم يكن له كفواً أحد“، نحن نعرف بجوان راجنيش كان له لحية بيضاء كسائر البشر, كان له عينان اثنتان وأنف واحد وفم واحد ويدان. مجرد إمكانية مقارنة الإله مع أي شيء آخر في هذا العالم ينفي عنه الألوهية، ”ولم يكن له كفواً أحد“.
على سبيل المثال, قد يقول أحدهم أن الله سبحانه وتعالى أقوى ألف مرة من أرنولد شوازينيغير، ربما سمعتم بأرنولد شوازينيغير الذي فاز بلقب سيد العالم, أقوى رجل في العالم, ولقب سيد الكون, أقوى رجل في الكون، بمجرد إمكانية مقارنة قدرة الإله مع أي شيئ آخر سواء أكان أرنولد شوازينيغير أو داراسينغ أو كينغ كونغ، سواء أكانت أكثر بألف مرة أو مليون مرة، بمجرد مقارنتك الإله مع أي شيء آخر في هذا العالم فهو ليس إلهاً ، ”ولم يكن له كفواً أحد“.
وهذا يا أخي وبإيجاز يكون مفهوم الله سبحانه وتعالى.