اسمي ارجون جيرا ، عمري ١٩ سنة. الناس لديهم نسب متفاوتة من الفهم والروحانية والتهذيب، وأظن أن الاسلام هو فقط للذين يمتلكون نسبة عالية من الفهم والإدراك الروحي، وليس باستطاعة أي شخص أن يفهم تعاليمه ومعانيها بصورة جيدة. فبمقارنته بالمدارس.. أعني أن الناس يرتادون الصفوف الأولية وهكذا وصولاً الى الصف العاشر، أما الدين الإسلامي فهو كالصف التاسع. فهل صحيح أن الاسلام فقط للمتقدمين روحيا؟
الأخ سأل سؤالاً جيداً، فهو يقول: (عندما نقارن الأديان نجد أن الإسلام يمتلك درجة عالية، كما هو الحال في المدارس حيث الديانات الأخرى يتم تشبيهها بالصفوف الاولية بينما الاسلام يمكن تشبيهه بالصفوف المتقدمة فهل ذلك صحيح؟).
أنا اتفق معك ولا اتفق بنفس الوقت. اتفق معك بإن الاسلام للمتقدمين روحيا ولكن هذا لا يعني بأن الذي يفتقد للتقدم الروحاني لا يمكنه الدخول إلى الإسلام . انا لا اتفق معك في هذا , لماذا ؟ لأنه في الإجمال أي شخص يدخل المدرسة.. اذا دخل في مدرسة انكليزية على سبيل المثال فإن أول شئ يتعلمه هو الحروف الأبجدية، افترض أنه دخل مدرسة انكليزية؛ فسيتعلم الحروف الأبجدية في الروضة، كذلك فإنه في الاسلام حتى ولو لم يكن الشخص متقدم روحيا فعندما يدخل مدرسة [الإسلام] فإن أقل ما يجب أن يتبعه هو التوحيد. الحروف الأبجدية هي أساسيات الإنكليزية، ومثلها التوحيد فهو من أساسيات الدين الإسلامي. التوحيد يعني الإيمان بإله واحد - كما تحدثت سابقاً عندما سأل الاخ السيخي سؤاله عن مفهوم الله- هذا هو المفهوم الأساسي، وهذا الأساس موجود في جميع الديانات الأخرى ولكن لسوء الحظ هؤلاء الناس [أقصد] الزعماء الدينيين لا يريدون الناس أن يتبعوا ذلك؛ لأنهم إن اتبعوا ذلك فمن سوف يتبع الزعماء الدينيين؟
إذا بدأ الجميع بعبادة إله واحد فلن يكون لهؤلاء الزعماء الدينيين أي منفعة كوسطاء. في جميع الديانات الأخرى يقولون أنك تحتاج إلى وسيط مثل الكاهن و الجورو.. الخ. بينما ديننا لا يتطلب أي وساطة، فالأمر مباشر بين العبد و ربه. إن جميع الديانات لديها نفس الرسالة الأساسية ألا وهي الاسلام، ولكن للأسف الزعماء الدينيين لا يريدون أن يعرف اتباعهم ذلك، يريدونهم أن يبقوا بعيداً عن معرفة ذلك لأنهم اذا دخلوا المدرسة سوف يُخضِعون إرادتهم لله، وتسليم الارادة لله يعني أنك أصبحت مسلم، وبذلك لن يكون هناك أي منفعة للوساطة، وبالتالي سوف يخسرون عملهم، هذا هو السبب.
الله تبارك وتعالى أنزل فقط ديناً واحداً لجميع البشر و لكن مع مرور الوقت تحرفت الكتب المقدسة. ولكن حتى بعد تحريف هذه الكتب والإضافة عليها أو تغييرها أو التلاعب بها فستجد فيما تبقى من هذه الكتب المقدسة رسالة التوحيد لله الواحد، وبأن عبادة الأوثان محرمة، مع العلم بأنه قد يكون هناك آيات أخرى مناقضة لها ولكن إن بحثت عن الحقيقة فستجد ذلك.
(..) في اللحظة التي تعرف فيها بأن هنالك خالق -وهذا ما سأناقشه غدا بمزيد من التفاصيل- عندها ستلاحظ المغزى من هذه الحياة، عندها ستجد أن أوليات أي جانب روحي أو دين هو الإيمان بإله واحد، وهو وحده من يستحق العبادة. ولذا فإن كل شخص حتى وإن لم يكن متقدم روحانياً في اللحظة التي يريد أن يشكر الخالق يجب [عليه] أن يُسلم إرادته لله، وكل شخص يسلم إرادته إلى الله يعتبر مسلم. آمل أن أكون قد أجبت على سؤالك.
من محاضرة : اسأل د. ذاكر في مومباي