مساء الخير سيدي، اسمي " سيجا ليادو"، سؤالي هو: لماذا لا ينشد إخواننا الهنود المسلمون " فاندي ماتارام " (النشيد الوطني في الهند)؟ ماهو السبب ؟ أعني أن " فاندي ماتارام " يمثل رمزاً للقومية الهندية ولا يملك أي انحياز لدين معين.
- د. ذاكر: هل كنتِ موجودة في محاضرة الأمس أختي؟
- السائلة: لا.
- د. ذاكر: لأن هذا السؤال سألته إحدى الأخوات في الأمس، لكن طالما أنك لم تكوني هنا, سأعيد إجابتي. سؤال الاخت هو : (لماذا لا ينشد المسلمون (النشيد الوطني الهندي) "فاندي ماتارام"؟)
قبل أن أجيب على السؤال سأسدي نصيحة : حتى الهندوس يجب أن يرفضوا إنشاده! لماذا؟ لأنه يخالف الكتب الهندوسية المقدسة!
قبل قليل عندما سأل الاخ السيخي سؤالاً ذكرت اقتباسات من " الاوبنيشاد " و " الفيداس" [مضمونها] أن يُعبد الله -عز وجل- وحده ولا يُشرك به أحداً، فهو ليس له صور أو تماثيل. [أما] النشيد الوطني "فانداي ماتارام" فهو أغنية معناها حرفياً : انا اركع للوطن. وفي الهندوسية, يجب أن يُعبد الله -عز وجل- ولا احداً سواه. كما أن الله هو خالق هذا الوطن أيضاً، وبذلك, فإن النشيد يخالف كتبكم المقدسة، والهندوسية تنكر عبادة الأوثان وتأمرك بعبادة الله -عز وجل- والركوع له وحده. وبالتالي, بالإضافة إلى الإسلام, فإن النشيد يخالف الكتب الهندوسية ايضاً! اسألي أي عالم هندوسي. وإذا سألتي أي رجل او أمراة من عامة الشعب وليسوا على معرفة كافية بالكتب الهندوسية فقد لا يعلمون أن النشيد مخالف للكتب الهندوسية المقدسة.
وبالنسبة لحب الوطن, سأخبرك بعد قليل كون حديثنا عن المسلمين..
النشيد الوطني [الهندي] مخالف حتى للقرآن, لأنه في الاسلام لا نعبد إلا الله -عز وجل- ونحن المسلمون نحب هذا الوطن (الهند) ونحترمه ونتبع قوانينه. وطالما أن القوانين لا تخالف قوانين الله الخالق فليس لدينا اعتراض على اتباع أي قانون في أي وطن؛ لكن إذا كانت قوانين البلد تناقض قوانين الله عز وجل, فإننا لا نطبقها.
وطالما ان الله هو خالق هذا الوطن, فلمن نركع لله ام للوطن؟ نحن المسلمون نحب الوطن ونحترمه. وبكل صدق,نحن على استعداد أن نموت من أجل الدفاع عنه, ولكننا لن نركع له لماذا ؟ لأن الركوع له يخالف شرع الخالق.
بالمثل, لا يجوز لأي سعودي أن يركع للسعودية. لا تعتقدي أن الركوع للوطن محرم على المسلمين في الهند فقط! بل حتى في المملكة العربية السعودية [هو محرم عليهم كذلك] ، لن يركع السعوديون لوطنهم. في باكستان، لن يركع الباكستانيون المسلمون لباكستان. إنه ليس قانونًا خاصًا بالهند، لأن السعودية ليست أفضل من الله سبحانه وتعالى، وكذلك باكستان ليست أفضل من الله -سبحانه وتعالى- فهذا قانون معمم على الجميع. الشاهد من الأمر, أننا نحب الوطن ما دام لا يعارض الشرع.
على سبيل المثال , في الإسلام أكثر شخص نحترمه في الدنيا, بعد الله و الرسول هي الأم؛ فالأم تحمل أطفالها في رحمها تسعة أشهر، نحن نحبها, ونحترمها, ونموت من أجل الدفاع عنها, ولكن لا نركع لها. عندما لا يُسمح لي بالركوع لأمي فكيف يُطلَب مني الركوع للوطن؟! لأن لا أمي ولا وطني أفضل من الله.
من ناحية أخرى هنالك اثنا عشر سطراً في النشيد الوطني الهندي يخالف القرآن والحديث. وبالمثل, هناك أسماء أعطيت لله عز وجل في النشيد تخالف عقيدة الإسلام وتقلل من شأن الله عز وجل [مثل] "دورجا" و "لاشكمي" (الهة الهندوس). لن أقلل من شأن خالقي من أجل وطني!
كلامي لا يعني أنني لا أحب وطني، أنا أحب وطني، كما أن هذا النشيد كتبه "بانكيم تشاتوبادياي" (شاعر و كاتب هندي) من أجل حركة سياسية (....). قبل عدة سنين كانوا يريدون إنشاء (...) ولكنهم لم يكونوا يعرفوا حتى تاريخ كتابته. السبب من كتابة [النشيد الوطني الهندي] هو التحفيز السياسي، لكن هؤلاء السياسيين الهندوسيين لا يعلمون أنهم يخالفون كتابهم الفيداس بهذه القضية السياسية. آمل أن جوابي كان كافياً.
من محاضرة: اسأل د. ذاكر في مومباي.