العلماء الهندوسيون يوافقون على أن (الفيداس) و الكتب المقدسة الهندوسية الأخرى تحرم عبادة الأصنام، و لكن بسبب أن العقل يمكن أن يتشتت و ينشغل في بدايات العبادة؛ فنحن نحتاج إلى الصنم للتركيز أثناء العبادة، و لكن بعد أن يصل العقل إلى مرحلة عليا من الوعي و الإدراك، فلا داعي لاستخدام الصنم للتركيز.
1) المسلمون بلغوا هذا المستوى العالي من الوعي و الإدراك:
إذا كان الصنم مطلوبا فقط للتركيز خاصة في المراحل الأولى و ليس بعد أن يصل العقل لمستوى عالي من الإدراك، إذن؛ فأنا أحب أن أقول أن المسلمين قد توصلوا بالفعل لهذه الحالة العالية من الوعي و الإدراك، و ذلك لأننا حينما نعبد الله -سبحانه و تعالى- فنحن لا نحتاج إلى أي وثن أو صنم (للتركيز أثناء العبادة).
2) الطفل يسأل: "لماذا ترعد السماء؟"
عندما كنت أتناقش مع سوامي في منظمة البحث الاسلامية قال لي "أنه عندما يسألنا الطفل (لماذا ترعد السماء؟) فنحن نجيبه ( بأن الجدة تطحن الدقيق في السماء), و ذلك لأنه صغيرا جدا على أن يفهم، و بالمثل، ففي المراحل الأولية يحتاج الناس إلى صنم لمساعدتهم على التركيز في العبادة."
في الإسلام نحن لا نؤمن بقول الأكاذيب، حتى و إن كانت الكذبة بيضاء.
أنا لن أعطي ابني أبدا إجابة خاطئة مثل هذه، و ذلك لأنه عندما يلتحق بالمدرسة بعد ذلك، و يتعلم أن صوت الرعد يأتي بعد البرق، و أن سبب صوت الرعد هو التمدد السريع للهواء الساخن، سيعتقد حينها إما أن المدرس يكذب عليه، أو أنه عندما يفهم الحقيقة لاحقا، سيستنتج أن والده كذابا.
لو شعرت أن الطفل لن يفهم أشياءا معينة بسبب صعوبتها عليه، فعليك أن تبسط الإجابة له، بدلا من أن تعطيه إجابة خاطئة و خيالية من عندك. و لو أنت نفسك لا تعرف الإجابة، فيجب عليك أن تتحلى بالجرأة و الشجاعة الكافية لأن تكون صادقا و تقول "أنا لا أعرف". لكن الكثير من الأطفال -في هذه الأيام- لن يرضى بهذه الإجابة. فأنا إذا أعطيت هذه الإجابة لطفلي، سيقول لي: "أبي، لماذا أنت لا تعرف؟" هذا سيجبرك على أن تفعل واجبك و بالتالي ستعلم نفسك مثلما يفعل ابنك.
3) الذين هم في الصف الاول (مثال على بدايتهم) ويحتاجون للصنم للتركيز "(2+2=4 ) ستبقى هذه المعادلة في الصف الاول و الصف العاشر نفسها ولن تتغير"
بعض العلماء الهندوسيون أثناء محاولتهم لإقناعي بعبادة الاصنام, قالوا لي أن التلميذ يتعلم في البداية أن يعبد الإله بتركيز بمساعدة الصنم، و لكن لاحقا عندما يتخرج لا يعد في حاجة إلى الصنم للتركيز أثناء العبادة.
هناك حقيقة مهمة جدا يجب ملاحظتها: و هي أنه عندما تكون الأسس و القواعد عند الطالب لأي مادة قوية، حينها فقط سيقدر أن يتفوق و يمتاز في هذه المادة مستقبلاً.
على سبيل المثال، مدرس الرياضيات يعلم التلاميذ أن 2+2=4 ، بغض النظر عن ما إذا كان التلميذ سينجح و يجتاز المدرسة أو يتخرج أو يحصل على درجتي الدكتوراه و الماجستير في الرياضيات، فإن معادلة 2+2=4 ستظل كما هي، و لن تتغير إلى 5 أو 6.
الطالب بجانب الجمع , في الصفوف الاعلى يمكن أن يتعلم الجبر و اللوغارثم و علم المثلثات...إلخ. و لكن أسس و قواعد الجمع ستبقى كما هي. لو شرح المعلم الأساسيات و القواعد بشكل خاطئ، فكيف تتوقع أن يتميز التلميذ و يتفوق في المستقبل؟
إنه من أساسيات "الفيداس" فيما يتعلق بمفهوم الإله، أن الاله ليس له صورة، فكيف للعلماء بعد أن عرفوا هذه الحقيقة أن يظلوا صامتين على الأفعال الخاطئة التي يفعلها الناس؟
هل ستقول لطفلك في الصف الاول أن 2+2 لا تساوي 4 و لكنها تساوي 5 أو 6 و من ثم ستؤكد له الحقيقة فقط بعد أن يجتاز المدرسة؟!
أبدا، في الحقيقة لو أخطأ ابنك، فستصحح له خطأه في الحال و ستقول له أنها تساوي 4 و لن تنتظر حتى يتخرج. فأنت لو لم تصحح له من البداية، فأنت ستدمر مستقبله.
------------------
د.ذاكر نائيك
المقالة بالانكليزية
http://irf.net/faq/faq3_01.html