ألا يُعزز الإسلام العُنف، و سفك الدماء، و الوحشية مُنذ أن قال القرآن أنَّ على المسلمين قتل الكفار أينما وَجَدوهم؟
بعض الآيات المختارة من القرآن غالبًا ما يكون هناك خطأ في اقتباسها، و ذلك حتى تُخلَّد خُرافة أنَّ الإسلام يُعزز العُنف و يُشجع عليه، و يَحُض أتباعه على قتل أولئك الذين هم خارج ملَّة الإسلام.
#1 الآية من سورة التوبة:
الآية التالية من سورة التوبة غالبًا ما يتم الإستشهاد بها من قبل نُقاد الإسلام، و ذلك لإظهار أنَّ الإسلام يُعزز العُنف و سفك الدماء و الوحشية:
"... فَاقْتُلُواْ المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ..."
القرآن: السورة 9 التوبة :الآية 5
#2 السياق الذي في الآية هو أثناء المعركة:
نُقاد الإسلام حقيقةً يستشهدون بهذه الآية و يضعونها خارج سياقها. و لنفهم سياق الكلام نحتاج للقراءة من الآية 1 في هذه السورة. الآيات تقول أنَّه كانت هناك مُعاهدة سلام بين المسلمين و المُشركين في مكة. هذه المعاهدة نُقدت و انتُهكت من قبل مُشركي مكة، و أُعطي للمُشركين فترة أربعة أشهر للتعويض و تصليح موقفهم، و إلا فستُعلَن الحرب عليهم.
الآية 5 في سورة التوبة تقول:
" فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُواْ المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقعُدُواْ لَهُم كُلَّ مَرصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَ أَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَ آتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُم إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
القرآن 9 :5
هذه الآية رُوِيَت و استُشهِد بها أثناء المعركة.
#3 مثال على الحرب بين أمريكا و فييتنام:
نحن نعرف أنَّ أمريكا و فييتنام كانتا على حربٍ منذُ فترة. افترض أنَّ رئيس أمريكا أو لواء الجيش الأمريكي قال لجنوده أثناء الحرب:" أينما وجدتم فييتناميين، فاقتلوهم."
اليوم لو قلت أنَّ الرئيس الأمريكي قال :" أينما وجدتم فييتناميين، فاقتلوهم." بدون أن آتي لكم بسياق الكلام، سأجعل الرئيس الأمريكي يبدو و كأنه جزار. لكن لو اقتبست كلامه و أتيت به في السياق المناسب الصحيح، أي أنه قال ذلك أثناء الحرب؛ سيبدو ذلك منطقيًا جدًا لأنه كان يحاول تحفيز جنوده و رفع روحهم المعنوية أثناء الحرب.
#4 الآية 5 من سورة التوبة 9 جاءت لرفع الروح المعنوية للمسلمين أثناء الحرب:
و بالمثل ففي سورة التوبة 9 الآية 5 القرآن يقول:" فَاقتُلُواْ المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُّمُوهُم"
و ذلك كان أثناء الحرب لتحفيزالجنود المسلمين و رفع الروح المعنوية لديهم.
ما يقوله الله للجنود المسلمين في القرآن هو لا تخافوا أثناء المعركة و أينما وجدتم العدو فاقتلوه.
#5 شُوري قفز من الآية 5 إلى الآية 7:
آرون شوري هو واحد من أشد نُقاد الإسلام في الهند. إنَّه يقتبس نفس الآية من سورة التوبة 9 الآية 5 في كتابه "عالم الفتاوى"، في صفحة 572، و بعد اقتباسه للآية 5 يقفز منها إلى الآية 7 من سورة التوبة. أي شخص عاقل سيُدرك أنه تخطى الآية 6.
#6 سورة التوبة 9 الآية 6 تُعطينا الإجابة:
سورة التوبة 9 الآية 6 تعطينا الإجابة على ادّعاء أنّ الإسلام يُعزز العنف و الوحشية و سفك الدماء. الآية تقول:" وَ إِن أَحَدٌ مِّنَ المُشرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبلِغهُ مَأمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ"
القرآن 9 :6
القرآن لا يقول فقط أنَّ المشرك الذي يبحث عن حق اللجوء السياسي أثناء المعركة يجب أن يُمنح اللجوء، بل أيضًا يجب أن يُرفق إلى مكانٍ آمن.
إنَّ في السيناريو العالمي الحالي، حتى لو افترضنا أنَّ "لواء الجيش" كان طيبًا و محبًا للسلام، ففي خلال المعركة يُمكن أن يُطلق سراح جيش الأعداء لو كانوا يريدون السلام. لكن أي "لواء جيش" يُمكن أن يقول لجنودِه: أنه لو أراد جنودُ الأعداء السلام؛ فلا تطلقوا سراحهم و حَسْبْ بل أيضًا أرسلوهم إلى مكانٍ آمن؟!
هذا هو بالضبط ما قاله الله -سبحانه و تعالى- ليُعزز السلام في العالم.
------------------------
د.ذاكر نائيك
رابط المقالة بالانكليزية
http://irf.net/faq/faq2_03.html