ذُكر في القران أن إبليس كان من الملائكة، لكن في سورة الكهف ذكر القران أنه كان من الجن. ألا يُعَدُّ ذلك تناقضاً؟
#اولا : مواضع ذكر إبليس و الملائكة في القرآن:
ذُكرت قصة آدم مع إبليس في عدة مواضع في القرآن حيث قال الله تعالى في القرآن
" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ "
ذُكرت في سورة البقرة 2 الآية ٣٤
سورة الأعراف 7 الآية ١٧
سورة الحجر 15 آية ٢٨ حتى ٣١
سورة الإسراء 17 آية ٦١
سورة طه 20 آية ١١٦
سورة ص 38 الآية ٧١ حتى ٧٤
و لكن في سورة الكهف 18 الآية رقم ٥٠ ، قال الله تعالى
" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ"
#ثانياً : قاعدة الأغلبية في اللغة العربية:
كما هو واضح في ترجمة الآية السابقة " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ " ، فإن هذا التركيب اللغوي يعطينا إنطباعاً أن إبليس كان مَلَكاً. نزل القران باللغة العربية، و في علم النحو و الدلالة في العربية، هناك قاعدة نحوية تعرف بإسم " قاعدة الأغلبية "، بمعنى أنه إذا خاطبت الأغلبية فإن الأقلية مقصودة أيضاً بالحديث
مثلا، إذا كنت أخاطب ١٠٠ طلاب و تصنيفهم ٩٩ ولداً و بنتاً واحدة؛ فإذا طلبت منهم جميعاً الوقوف و قلت " أيها الأولاد، قفوا" فإن الفتاة أيضا مقصودة بهذا الامر و ليس عليَّ أن اذكرها بمفردها.
نفس الأمر ينطبق على التركيب اللغوي لآيات القرآن، فعندما أمر الله سبحانه و تعالى الملائكة أن تسجد لآدم ، في حضور إبليس، ليس من الضروري أن يَخُص إبليس بأمر آخر ليسجد لآدم. لذا، وفقاً لهذه الآية قد يكون إبليس مَلَكاً و قد لا يكون. ولنعرف ذلك نقرأ سورة الكهف الآية رقم ٥٠ " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ" . لم يذكر القرآن أن إبليس كان مَلَكاً قط، و بذلك فإن القرآن غير متناقض.
#ثالثاً: للجن ارادة حرة و يمكنهم عصيان الله:
منح الله الجنَ حرية الإرادة لطاعته او عصيانه، لكن الملائكة ليست لها ارداة حرة فهي مسخرة فقط لطاعة الله؛ لذلك فإن سؤال ( مَلَك يعصي الله) هو سؤال خاطئ اصلاً. و هذه النقطة تؤكد أن إبليس كان من الجن و ليس مَلَكاً
-----------------------------
د.ذاكر نائيك
رابط المقالة بالانكليزية
http://irf.net/faq/faq2_18.html