السؤال :

وفقاً لكلام (آرون شوري) فهناك خطأ حسابي في القرآن. السورة الـ 4 الاية 11 و 12 ،  فعندما تضيف الأجزاء المختلفة من الميراث و المعطاة إلى الورثة، يصبح الناتج اكثر من واحد. لذلك فمؤلف القرآن لا يعرف الرياضيات.

(يقصد ان حاصل جمع الاجزاء الموزعة يجب ان يكون واحد وهذا ما ينص عليه الرياضيات)

الجواب :

لقد ذكر القرآن الميراث في كثير من المواضع في:

سورة البقرة 2 الآية 180

سورة البقرة 2 الآية 240

سورة النساء 4 الآية من 7 إلى 9

سورة النساء 4 الآيتان 19 و 33

سورة المائدة 5  الآيتان 106 و  108

و بخوص الحصة في الميراث؛ فهي مذكورة بوضوح في سورة النساء 4 الآيات 11 و 12 و 176

دعونا نفحص الآن الآيات التي استشهد بها (آرون شوري): سورة النساء 4 الآيتان 11 و 12

<<يُوصيكُم اللهُ في أولَادِكُم للذَّكرِ مِثلُ حَظِ الأُنثَيين فَإِن كنَّ نِساءً فَوقَ اثنَتينِ فلهنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ و إنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصفُ و لأبَوَيهِ لِكُلِ واحِدٍ مِنهُما السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إنْ كان له وَلَدْ فَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ و وَرِثَهُ أبَوَاهُ فَلِأمِّهِ الثُلُثُ فَإن كانَ لهُ إِخوَةٌ فلأمِهِ السُدُسُ مِن بَعدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أوْ دَيْنٍ آباؤكُم و أبناؤكُم لا تَدرونَ أيُهُمْ أقرَبُ لَكُم نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ الله إنَّ الله كانَ عَليماً حَكيماً (11)>>

<<وَ لَكُم نِصفُ ما تَرَكَ أزواجُكُم إنْ لَمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَد فَإنْ كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبعُ مِمَّا تَرَكنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أوْ دَيْنٍ وَ لَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إن لَّم يَكُن لَّكُم وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكم وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكتُم مِنْ بَعدِ وَصيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أوْ دَيْنٍ...(12)>>

 الإسلام شرح قانون الميراث بتفصيل عظيم. الاساسيات جاءت في القرآن، و التفاصيل الدقيقة جاءت في الأحاديث (أي أقوال الرسول صلى الله عليه و سلم).

يُمكن للإنسان أن يقضي حياته بأكملها قائماً بالابحاث في القانون الإسلامي للمواريث بكل تباديله و تراكيبه. (آرون شوري) توقع معرفة القانون بقراءة آيتين فقط من القرآن بشكل سطحي بدون معرفة المعايير.

هذا يُشبه شخص يريد أن يحل معادلة رياضية و لكنه لا يعرف اساسيات الرياضيات اصلاً, لا يعرف ترتيب العمليات الحسابية ( بغض النظر عن العلامة الرياضية التي ستظهر أولاً، يجب عليك أن تبدأ بالعمليات الرياضية بالترتيب) ؛ أي أولا: تجيب عما بين القوسين، ثم القسمة، ثم الضرب ثم الجمع، ثم الطرح. لو (آرون شوري) لا يعرف الرياضيات و عمل الضرب أولاً ثم الطرح ثم أجاب عما بين القوسين، ثم القسمة و الجمع في النهاية؛ فإن الإجابة التي سيأتي بها ستكون خاطئة لا محالة.

و بالمثل، فعندما يذكر القرآن قانون الميراث في سورة النساء 4 الآيتان 11 و 12، فبالرغم من أنَ حصة الأبناء ذُكرت أولاً و من ثم حصة الآباء و الأزواج، وفقاً للقانون الإسلامي للمواريث بعد دفع أي إلتزامات أو ديون، فإن حصة الأزواج و الآباء ستُعطى لهم اعتماداً على ما إذا كان المتوفى قد ترك أبناءًا له أو لا، و أياً كانت حجم الثروة المتبقية، فستُقسَّم بين الأبناء (بنين و بنات) وفقاً لحصصهم الشرعية.

فمن أين جاء بسؤال: أن إجمالي المعطى يساوي أكثر من واحد؟!

لذلك فإنه ليس الله لا يعرف الرياضيات، بل  (آرون شوري) هو الذي لا يعرف الرياضيات

----------------------

د.ذاكر نائيك

المقالة بالانكليزية

http://irf.net/faq/faq2_19.html