السؤال :

يقول القران عدة مرات بأن الله رحيم و غفور و لكنه يقول ايضا عدة مرات بانه سيعاقب بشدة. هل هو غفور ام منتقم؟

الجواب :

١. الله رحيم:

القران يقول عدة مرات بان الله رحيم. في الحقيقة فإن كل ال ١١٤ سور من القران المجيد ماعدا سورة التوبة (السورة التاسعة) يبدأون بصيغة جميلة، "بسم الله الرحمن الرحيم".

٢. الله غفور:

ذكر القران المجيد في ايات عديدة بما فيها سورة النساء، السورة ٤ الاية ٢٥ و سورة المائدة، السورة ٥ الاية ٧٤:

"وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"

٣. الله يعاقب المستحقين:

الله بجانب كونه رحيم و غفور فانه ايضا صارم في معاقبة المستحقين. ذكر القران في ايات عديدة بان الله يعاقب بشدة الذين لايؤمنون و الذين يرفضون الايمان. سيعاقب كل الذين لم يطيعوه. ايات عديدة في القران تصف انواع مختلفة من العقوبات (التي سيعاقب بها الله الذين لم يطيعوه) في جهنم.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا

سورة النساء الاية ٥٦

٤. الله عادل:

السوال فيما اذا كان الله غفور او منتقم. يجب ملاحظة نقطة مهمة. هو ان الله بجانب كونه رحيم و غفور، فانه ايضا عليه ان يعاقب بشدة المستحقين من الناس الشريرين، لانه ايضا عادل. القران ذكر في سورة النساء:

إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

سورة النساء الاية ٤٠

و ذكر ايضا في سورة الانبياء الاية ٤٧:

وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ

٥. مثال: معلم يسامح طالباً يغش في الامتحان:

لو غش طالبا خلال الامتحان، و المعلم الذي يراقب الامتحانات امسك الطالب متلبسا، المعلم يقول بانه رحيم جدا و لطيف و يعفو عنه و يسمح له بالاستمرار في الغش. الطلبة الذين عملوا بجد للامتحان سوف لن يسموا المعلم رحيماً او لطيفاً و لكنهم سيسمونه بانه غير عادل. هذا التصرف الرحيم للمعلم سيشجع الطلبة الاخرين بان يغشوا ايضا.  اذا كان كل المعلمون رحيمون و لطيفون و يسمحون للطلبة بالغش عندها لن يدرس اي طالب ابدا للامتحانات و الكل سيجتازون الامتحانات بسهولة متناهية بالغش. النتيجة النظرية للامتحانات ستكون ممتازة باجتياز كل الطلبة بتفوق و امتياز و لكن عمليا هؤلاء الطلبة سيكونون فاشلين في الحياة. الغرض الكلي من الامتحان سيكون باطلا.

٦. هذه الحياة هي اختبار للاخرة:

الحياة في هذه الدنيا هي اختبار للاخرة. يقول القران في سورة الملك الاية ٢: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

٧. اذا غفر الله للكل و لا يعاقب احدا، من سيطيعه؟

اذا غفر الله لكل انسان و لا يعاقب احدا فلماذا ينبغي الانسان ان يطيع اوامر الله؟ اتفق معكم بانه لن يذهب احد الى جهنم، و لكن هذه الدنيا ستصبح جهنم للعيش فيها. لو ذهب كل البشرية الى الجنة فلا يمكن تسمية هذه الحياة بانها اختبار للاخرة.

٨. الله يغفر فقط اذا تاب العبد:

الله يغفر فقط اذا تاب العبد. يقول القران في سورة الزمر السورة ٣٩ الايات ٥٣-٥٥:

 قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

هناك اربع معايير للتوبة اولا: قبول ان هذا الفعل خاطئ

ثانيا: التوقف عنه فورا

ثالثا: عدم فعله مرة اخرى في المستقبل

و اخيرا: تعويض الخسارة المتسببة لاي احد

-----------------

د.ذاكر نائيك

المقالة بالانكليزية

http://irf.net/faq/faq2_20.html