مرحبا سيدي، أسمي موهيت وأعمل محامي في شركة (آي تي) سؤالي هو: اذا كان هناك يوم حساب وبعد الموت الجميع سيكون في رعاية الله وجميع أعمالهم الجيدة والسيئة سوف تسوى في يوم الحساب
اذن لماذا منذ ولادة شخص يكون طوال حياته (هو أو هي) يعانون من الأمراض وبعد ذلك... أعني
الأخ سأل سؤال جيد جدا وهو اذا كان هناك الجيد والسيء وبالاستناد الى ذلك في يوم الحساب الله سوف يعاقبك أو ربما يكافئك اذن ما هو مبرر ولادة بعض الأشخاص معاقين، بعض الأشخاص عندهم أمراض وراثية، والبعض يعاني من مشاكل في القلب، اذن هل الله غير عادل؟
بالاستناد الى هذه المعلومات العلماء الهندوس جاؤوا بفلسفة جديدة، اذا قرأت الفيداس، الفيداس تكلم عن (بونار جانم) بونار تعني "التالي" و"جانم" تعني "الولادة" اي الولادة التالية، حتى القرآن تحدث عن الولادة مرة أخرى اي الحياة بعد الموت
القرآن قال أن الله اعطاك الحياة وأتيت الى هذا العالم ثم يميتك ثم يبعثك مرة أخرى
الفيداس قال الشيء نفسه لكن العلماء الهندوس لم يستطيعوا فهم كيف أن الأله الجيد يكون غير عادل لأنه يخلق بعض الناس معاقين وبعض الناس أغنياء والبعض فقراء لذا جاؤوا بفلسفة الولادة والموت .. الولادة والموت... والتي لم تذكر في الفيداس
يقولون انه خلق معاق لأنه في حياته السابقة ارتكب ذنب، يقولون خُلق فقير لأنه في حياته السابقة أذنب.. تلك طريقة تفكيرهم وهي غير موجودة في الكتب المقدسة
في الاسلام نحن نأتي لهذا العالم مرة واحدة ومرة واحدة كافية ومن ثم نبعث الى يوم الحساب
الآن بالعودة الى سؤالك الرئيسي.. ماهو رد الاسلام ؟
لماذا بعض الناس يولدون بصحة جيدة والبعض يولد بأمراض وأمراض وراثية وبعض الأشخاص أغنياء والبعض فقراء.. اذا حللنا الموضوع
القرآن ذكر في العديد من الأماكن من ضمنها سورة الأنفال 8 آية 28 وسورة البقرة 2 آية 155 قال تعالى : وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ
الله تعالى يختبر أشخاص مختلفين بطرق مختلفة
بالاعتماد على الاختبار، اذا كانت اسئلة الامتحان صعبة يكون التصحيح متساهل، اذا كانت اسئلة الامتحان سهلة يكون التصحيح مشدد من أجل العدل
الله تعالى يختبر مختلف الأشخاص بطرق مختلفة
من الطبيعي أنه في الاختبارات كل سنة فإن اسئلة الاختبار تتغير و لاتحصل على نفس الأسئلة، اذا حصلت على نفس الأسئلة اذن أين الاختبار ؟ اي ان المسألة تعتمد على نوع الاختبار الذي تخضع له.. على سبيل المثال
احد اركان الاسلام هو ايتاء الزكاة، أي شخص غني عنده مدخر أكثر من 85 غرام من الذهب (هو أو هي) يجب أن يزكي ب 2.5% من مدخراته، بالنسبة للشخص الغني يجب ان يعطي زكاة أما الشخص الفقير لا تفرض عليه الزكاة
اي في تأدية الزكاة حصل على مئة بالمئة
بالنسبة للشخص الغني، ربما يقول حسنا عندي مليون درهم سوف أعطي للزكاة فقط مئة ألف درهم ربما سوف يحصل على عشرة بالمئة
او سيحصل على درجة 50% أو حتى 0 بالمئة
بالنسبة للرجل الفقير ربما ستشفق عليه لكنه في الحقيقة حصل على درجة كاملة في الزكاة
بالنسبة للفقير لايوجد لديه اختبارات الثروة أما الرجل الغني فهو تحت اختبار الثروة
الناس تعتقد ان الرجل الغني محظوظ وان الله انعم عليه
دخول الرجل الغني للجنة أصعب من دخول الرجل الفقير كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
ربما تعتقد أنها نعمة لكن من الممكن ان تكون أختبار له
نفس الشيء في الجانب الآخر الرجل فقير يعيش في غرفة واحدة، بالنسبة للحجاب (العازل) سيكون امر صعب عليه او على المرأة (في حالة قدوم ضيوف) أما بالنسبة لرجل غني عنده قصر كبير وعدة منازل اذا كان هناك نساء من السهل وضع عازل
اذن فوضع عازل شيئ سهل للرجل الغني أما للفقير فهو صعب
اذن بالاستناد على الظرف بعض الأوقات يكون صعب وبعض الأوقات يكون سهل، قد يكون هناك والدين اتقياء، وأنجبا طفل يعاني من مرض وراثي في القلب ربما الله يختبر الوالدين أكثر.. ربما يقول الوالدين، اووه نحن نصلي خمس مرات في اليوم لماذا طفلنا يعاني من أمراض في القلب ؟
الله يختبرهم.. اذا كان الوالدين حقا جيدين سيقولون الحمدلله على الأقل أعطانا الله ولد.. لا بأس أنه يعاني من أمراض وراثية
وكلما كان الاختبار اصعب كلما زاد الأجر
لتنجح في أمتحان تخرج بسيط سوف يكون سهل جدا أما لتنجح بامتحان الدكتوراه فهذا صعب.. لكن عندما تنجح في هذا الامتحان سوف تصبح دكتور
كلما صعب الامتحان.. قد يكون الله تعالى يريد وضع الوالدين في جنة الفردوس
الله تعالى يختبر الوالدين بطفل عنده مرض في القلب ليرى هل سيبقى الوالدين يؤمنون بالله .. انه اختبار للوالدين
لايوجد كلمة في القرآن تقول انه اذا كان الشخص فقير سوف يدخل الى النار
أنه من الاسهل على الرجل الفقير دخول الجنة من الرجل الغني
لايوجد في القرآن آية تقول أنه اذا كان عند الشخص مرض وراثي في القلب سوف يدخل الى النار
نحن نشعر أنه مسكين لكن في الحقيقة بالنسبة له الاختبار سهل
في المنطق البشري نحن نفكر أنه رجل فقير ونشفق عليه لكن في الحقيقة دخول الرجل الفقير الى الجنة أسهل
الله تعالى يختبر مختلف الناس بطرق مختلفة
وبالاعتماد على الاختبار سيكون التصحيح سهل أو شديد
ولهذا السبب ورد في القرآن في سورة النساء 4 آية 40 إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
والله يقول في القرآن في سورة آل عمران 3 آية 185 كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
لذا بالاستناد على الاختبار الحساب الاخير سيكون في يوم الحساب
قد تحصل على بعض المكافأة في هذه الدنيا والبعض الاخر تحصل عليه في الحياة الاخرة
في أي وقت تحصل أي مصيبة.. اما ان تكون عقاب أو تكون اختبار ، كنت على الطريق المستقيم تلك المصيبة تكون اختبار لك، اذا كنت على الطريق الخاطئ تلك المصيبة تكون عقاب لك، بشكل مشابه اذا حصلت على شيء جيد في حياتك اما ان يكون مكافئة أو اختبار، اذا كنت على الطريق المستقيم الشيء الجيد يكون مكافئة لك أو ريما يكون اختبار لك، الثروة لا تكون دائما مكافئة، على الأغلب تكون اختبار لك
الله يختبرك فيما اذا كنت تسرف هذه الثروة في سبيله أم لا
اذن بالاعتماد على هذا، الله يختبر مختلف الناس بطرق مختلفة
البعض يولد غني والبعض يولد في عائلة فقيرة، البعض يولد بصحة جيدة والبعض يولد بأمراض وراثية
بالاعتماد على الاختبار هو يختبر الناس بطرق مختلفة والحساب الاخير يكون في يوم الحساب
بالاعتماد على هذا، الله يضع الناس في الجنة أو في النار
اتمنى أن اكون أجبت عن سؤالك
السائل: سيدي بالنسبة للسؤال نفسه عندي سؤال آخر بالاعتماد على اجابتك فقط، عندي شك واحد آخر هل يمكنني أن أسألك عنه ؟
منظم المحاضرة: تفضل حسنا
السائل: سيدي قلت ان الله يختبر الجميع وما الى ذلك لكن لماذا يفعل الله ذلك، أقصد لماذا الله يختبر الناس، لماذا يخلقنا؟ هل ليستمتع أو ليشاهدنا من أعلى.. لماذا خلقنا جميعاً ؟
دكتور ذاكر:
سؤال جيد جداً، الأخ سأل سؤال: لماذا خلقنا الله نحن البشر هل يختبرنا ليستمتع ؟؟ سؤال جيد جدا
جواب هذا السؤال موجود في القرآن.. كل المخلوقات الاخرى من جبال وأشجار انها مسلمة وتخضع ارادتها لله
البشر هم أفضل خلق الله تعالى.. والسبب لكونهم الأفضل هو لأن الله أعطاهم الارادة الحرة
لقد أعطى البشر ارادة حرة يمكنهم ان يطيعوا او يعصوا الله
جميع المخلوقات الاخرى، الحيوانات والطيور والأشجار و الجبال أنها مسلمة، مسلم تعني أنها تخضع ارادتها لله
الله تعالى خلق مخلوقات جديدة لديها ارادة حرة
الملائكة ليس لها ارادة حرة، هم دائما يطيعون الله
بعدما أعطاك الله الارادة الحرة، عندك خيار في اطاعة او عدم اطاعة الله
بعدما أعطيت لك الارادة الحرة، اذا أطعت الله تعالى ستكون في مرتبة أعلى من الملائكة وبعدما أعطيت لك الارادة الحرة، اذا عصيت الله ستكون في مرتبة أدنى ستكون مثل الشيطان
لذا قد ورد في القرآن في سورة الأحزاب 33 آية 72
ان الله تعالى سأل، من يريد ان يخوض الاختبار؟ اذا لم ترد ان تخوض الاختبار، تخطى ذلك
الجبال والاشجار كلها قالت، نحن نخاف من خوض الاختبار
القرآن يقول ان الانسان كان ظلوماً جهولاً فقال حسناً نحن نريد ان نخوض الاختبار
الان بعد خوضك للاختبار يمكنك اما أن تكون أفضل من الملائكة أو ان تكون مثل الشيطان
الله قال ان لم تكن تريد ان تخوض الاختبار فتخطى ذلك
نحن البشر جميعنا قلنا حسنا نحن لانريد فقط اجتياز الاختبار، نحن نريد الحصول على درجات عالية خلال خوضنا للاختبار
البشر مخلوقات جديدة لله تعالى، ليس ليستمتع بنا بل أعطانا الفرصة لنتميز
لقد كنا جاهلين وقلنا حسنا سنخوض الاختبار
اذن لم يختبرنا ليستمتع بل ليعطينا الفرصة لنتميز و ليس فقط نجتاز الاختبار
اذن بالاعتماد علينا انا وانت فيما اذا اطعنا اوامر الله ام لا
اذا اطعته ستحصل على التميز
اذا لم تطعه لن تحصل عليه
أتمنى أن أكون أجبت سؤالك
السائل: شكرا
--------------------------------
د.ذاكر نائيك
هذه المقالة مفرغة من الفيديو التالي
https://www.youtube.com/watch?v=Jcdm8qtGQ_s