240 - هل ألف النبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن من أجل توحيد العرب؟ عدد القراء :48

الرئيسية محاضرات د.ذاكر نائيك | مفرغة

السؤال :

هل ألف النبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن من أجل توحيد العرب؟

-----------------------------------------------------

الجواب :

زعم بعض النقاد أن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" نسب القرآن إلى الله ليوَحِّد العرب-نعوذ بالله-.

وهذه تعرف بنظرية اتحاد العرب وتحريرهم، وهي من ضمن النظريات العديدة التي قدمها النقاد والمستشرقون، لا توجد آية واحدة في القرآن تتحدث بشكل حصري عن اتحاد العرب، لا توجد آية واحدة تتحدث بشكل حصري عن موضوع اتحاد العرب وتحريرهم، يستخدم القرآن مفهوم الأمة وهو مفهوم يشمل جميع البشر، ومعيار أفضلية إنسان على إنسان آخر ليس هو الشكل أو اللون أو الثروة أو الجنس، بل هو التقوى، وهذا ما ذكره القرآن في سورة الحجرات 49 الآية 13: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

{ثم ترجم د. ذاكر الآية وقال في ترجمته: لتعارفوا وليس لاحتقار بعضكم البعض}، إن معيار الأفضلية عند الله ليس هو الشكل أو اللون أو الثروة أو الجنس، بل هو التقوى ومراقبة الله والرأفة، الصلاح، العديد من الآيات في القرآن التي تحث على الصدق حتى إن كان هذا على حساب أقربائك في حالة الخلاف والنزاع، بين الوالد والولد أو بين الزوج وزوجته أو حتى بين الأقرباء، عليك أن تكون صادقا، يقول الله تعالى في سورة التوبة 9 الآية 24: "قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا"، الله يقول إن كنتم تحبون كل تلك الأشياء، آباؤكم، أبناؤكم، إخوانكم، أزواجكم، عشيرتكم، أموال اقترفتموها، تجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها، يكمل الله تعالى: "أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)" فتربصوا حتى يأتيكم الدمار من الله، فإن كان النبي "صلى الله عليه وسلم" يريد أن يوحد العرب فلم ذكر آية كهذه في القرآن؟ وذكر الله تعالى أيضًا في سورة آل عمران 3 آية 103: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" هنا يتحدث الرسول "صلى الله عليه وسلم" عن اتحاد المؤمنين ولا يتحدث عن اتحاد العرب، وإن كان يريد توحيد العرب كان ببساطة سيقبل الزعامة والملك ثم سيوحد العرب بكل سهولة، توجد آيات في القرآن تناقض هذه النظرية، منها ما ذكر في سورة آل عمران 3 الآية 42: "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)" تخيل أن القرآن يقول إن مريم أم عيسى "عليه السلام" والتي كانت يهودية، اختارها الله واصطفاها على نساء العالم، فإن كان النبي "صلى الله عليه وسلم" يريد توحيد العرب كان ليختار أمه أو زوجته أو ابنته أو أي امرأة عربية كسيدة نساء العالمين، ولكنه لم يفعل ذلك بل أخبر أن مريم أم عيسى "عليه السلام" هي التي اختارها الله واصطفاها على نساء العالمين، وقد ذكر سبب ذلك في الآية التي تعقب هذه الآية، في سورة آل عمران 3 الآية 44 {أخطأ دكتور ذاكر نايك في الاستشهاد بالآية، وقال آل عمران 3 الآية 45 ولكن المترجم كتب الآية الصحيحة وهي الآية 44}: "ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ" ليس للنبي "صلى الله عليه وسلم" الخيار أو الحق في قبول أو رفض ذلك لأنه وحي من الله سبحانه وتعالى، توجد بالتأكيد آيات أخرى عديدة في القرآن، في سورة البقرة 2 الآية 47: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)"، فكل تلك الآيات في القرآن إن كان النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" قد افترى القرآن وألفه-نعوذ بالله-فلِمَ إذن ذكر آية كهذه في القرآن؟

 

اذا كان لديك استفسار او سؤال يخص نفس الموضوع اضغط هنا لأرساله للموقع:

أرسل سؤالاً


مقالات اخرى