هل القرآن الكريم يتوافق مع علم الاجنة الحديث؟
في مجال علم الأجنة (Embryology)
مجموعة من الطلاب جمعوا كل المعلومات التي يمكن إيجادها في القرآن والحديث التي تتحدث عن علم الأجنة، وتبعوا آية القرآن في سورة النحل 16 آية 43 وسورة الأنبياء 21 آية 7 التان تقولان: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" إذا كنتم لا تعلمون أو لديكم شك فاسألوا الذين لديهم علم، لذا فإن هؤلاء الطلاب العرب قد جمعوا آيات القرآن والأحاديث التي تتحدث عن علم الأجنة وترجموها إلى اللغة الإنجليزية وقدموها للبروفيسور "كيث مور" منذ 30 عامًا في أواخر السبعينيات، والبروفيسور "كيث مور" في ذلك الوقت كان من أفضل العلماء في علم الأجنة وكان رئيس قسم التشريح في جامعة (تورنتو) في كندا، عندما قرأ ترجمات القرآن والأحاديث قال "إن معظم آيات القرآن التي تتحدث عن علم الأجنة تتوافق تمامًا مع أحدث اكتشافات العلم الحديث، ولكن هناك آيتان لا أستطيع أن أقول صحيحة ولا أن أقول خطأ لأني لا أعرف شيئًا عما يتحدثان"، وهاتان الآيتان كانتا أول ما أوحي من القرآن، في سورة اقرأ أي سورة العلق 96 آية 1-2: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)"، قال البروفيسور "كيث مور": "لا أعلم إذا ما كانت المراحل الأولى للجنين أي المراحل الأولى لنمو الإنسان إذا ما كان يبدو كالعلقة أم لا"، لذا في مكان معمله وتحت مجهر قوي جدًا، رأى المرحلة الأولية جدًا للجنين وقارنها بصورة العلقة، فانبهر بالتشابه الذي لاحظه.
ولقد طُرِح على البروفيسور "كيث مور" 80 سؤال بخصوص تطور مراحل الجنين في القرآن الكريم و الحديث، لقد قال: "لو أنك سألتني هذه الأسئلة قبل 30 سنة -أي 60 سنة من الآن-لن أستطيع الإجابة على أكثر من 15% من الأسئلة، لأن علم الأجنة هو فرع جديد من الطب تطور حديثًا"، والمعلومات الإضافية التي حصل عليها قام بإضافتها إلى الطبعة الجديدة من كتابه، هذا الكتاب يعتبر مرجع لكل طلبة الطب حول العالم في السنة الأولى من دراستهم، حتى إنني عندما كنت في المرحلة الأولى في كلية الطب في مومباي، الذي يريد أن ينجح يقرأ كتاب آخر، أما الذي يريد أن يتفوق في علم الأجنة فيقرأ كتاب البروفيسور "كيث مور"، بعدما أدرج البروفيسور "كيث مور" المعلومات الجديدة التي حصل عليها من القرآن والحديث إلى النسخة الثالثة من كتابه الذي حصل على جائزة أفضل كتاب طبي مكتوب بواسطة كاتب واحد، وبعد ذلك تمت ترجمة كتابه إلى عدة لغات حول العالم، وقد قال البروفيسور "كيث مور" أن هذه المعلومات التي يذكرها القرآن يستحيل أن تكون من مصادر إنسانية، مؤلف القرآن يجب أن يكون الله، وأنه لا يعارض كون الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" هو رسول من الله، هل تتخيل أن البروفيسور "كيث مور" كان نصرانيًا عندما قام بهذا التصريح. ولقد ذكر القرآن في سورة الطارق 86 الآية 5-7: "فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)"، ما الذي يقصده القرآن الكريم عندما ذكر أن الإنسان مخلوق من قطرة تأتي من بين العمود الفقري والأضلع؟ الآن بعد أن تقدم العلم توصلنا إلى أن الأعضاء التناسلية في الإنسان خلال مرحلة تطور الجنين الأولى في رحم الأم، تنشأ هذه الأعضاء في مكان قريب من الكلية بالضبط بين العمود الفقري والضلعين الحادي عشر والثاني عشر، في الذكر الأعضاء التناسلية هي الغدد التناسلية الذكرية أو الخصيتان، أما الأنثى فالغدد التناسلية هي المبايض، لاحقًا في المراحل الجنينية هذه الأعضاء التناسلية أو الغدد ستنزل، في الأنثى تنزل المبايض إلى الحوض، أما في الذكر فتنزل الخصيتان من خلال القناة الإرَبية إلى داخل غشاء الصفن، وحتى بعد النزول تبقى هذه الأعضاء التناسلية تُزَوَّد عصبيًا من نفس المكان السابق أي من بين العمود الفقري والضلعين الحادي عشر والثاني عشر، وتُزَوَّد بالدم من الشريان الأبهر الموجود في نفس المكان أيضًا، أما العائد الوريدي والتصريف اللمفاوي سيكون إلى نفس المكان بين العمود الفقري والضلعين 11 و12.
لقد ذكر القرآن الكريم في أكثر من 11 موضع أن الإنسان خُلِق من نطفة، لقد ذكر القرآن في سورة الحج 22 الآية 5، وفي سورة المؤمنون 23 الآية 13 أن الإنسان خلق من نطفة والتي تعني أدق كمية من السائل، إذن ما مقصد القرآن من ذكر أن خَلْق الإنسان كان من نطفة؟ ولقد ذكر أيضًا في سورة السجدة 32 الآية 8: "ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)" والكلمة العربية (سلالة) بجانب معناها (خلاصة) فهي تعني أيضًا أفضل جزء من الكل، بالإضافة لقول القرآن أن الإنسان مخلوق من نطفة فهو يقول أنه مخلوق من سلالة أي أفضل جزء من الكل، واليوم يخبرنا العلم بأن حيوان منوي واحد من بين ملايين الحيوانات المنوية المقذوفة كافي لتلقيح البويضة، واحد من أصل عدة ملايين! وهذا الواحد من أصل الملايين أشار إليه القرآن بالنطفة والسلالة والتي تعني أفضل جزء من الكل، واحد من بين عدة ملايين، ذكر القرآن في سورة الإنسان 76 الآية 2: "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ" يخبرنا العلم الحديث أن الحيوان المنوي مع البويضة كلاهما مسؤول عن إنتاج المشيج أو الطفل، كمية دقيقة من السوائل المختلطة (نطفة أمشاج)، بالإضافة إلى السائل الذكري والأنثوي حتى السوائل المحيطة يكون لها دور، مثلًا سوائل غدة البروستات.