مساء الخير عليك د.ذاكر نايك وعلى الجميع هنا . اسمي "شريميل بارتني" وعندي عائلة تقاعدت عن العمل . حسنًا، سؤالي هو: كما نعرف جميعا فإنَّ الإله هو الواحد الأحد العظيم لو هو أعتذر، هو أو هي أنا لا أجَنّسه ، لو كان الإله قويًا جدًا، لماذا لا يأتي هو بنفسه أو يُطهِّر جميع الخطايا في هذا العالم ويجعله المكان المثالي للعيش فيه؟! ما الداعي لأخذ كل هذا الوقت؟ مثلًا؛ فكما نعرف جميعًا، فهناك الجنَّة وهناك النار فالناس التي تعمل الأعمال الحسنة تدخل الجنَّة ، و الناس التي تعمل الأعمال السيئة تدخل النار ، هو يختبرنا ، لماذا أخذ الإله 6000 سنة ليختبرنا ؟
الدكتور ذاكر :
الأخ سأل سؤالًا جيدًا جدًا وهو: "لماذا إذا كان الإله قويًا جدًا وقادرًا على أن يأتي ويزيل كل المفاهيم الخاطئة ، فما الداعي لأخذ 6000 سنة أو أكثر ليختبرنا ؟ وهو سؤالُّ جيد جدًا : والقرآن يقول : ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا)) القرآن يقول في مواضع كثيرة ما يعني؛ أنَّ الله كان يقدر على جعل كل شخص يُؤمن به ، ولكن القرآن يقول في سورة الملك - 67 الآية رقم 2 : ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاً)) سؤالك مشابه لـمسألة أنه علينا الذهاب إلى المدرسة وبعد عشر سنوات يفترض ان نخضع للأمتحانات SCC لجنة ال CBSC, IGCSC لماذا يختبرنا المُعَلِّم؟ لماذا لا يُنَجِّحُ المُعَلِّم الجميع؟ لو نجَّح المُعلِّم الجميع؛ فسيُسمح للجميع بالدخول في كلية الطب وسيُصبح الجميع أطباء، ويبدأوا بقتل الناس بدلاً من علاجهم !! وتقول في الاختبار الطبي : لماذا يقوم اساتذتنا الاطباء بترسيبنا؟ هو يُرسبك ليعرف ما إذا كنت تستحق معالجة المرضى أم لا ، وبالمثل، فقد خلق الإله العظيم الناس، وأعطاهم الإرادة الحرة ..، جميع مخلوقات الإله العظيم الأخرى، لا تمتلك الإرادة الحرة إلا البشر والجن ، فهم وحدهم من يملكون حرية الإرادة . الملائكة، ليس عندها الإرادة الحرة أيّاً كان ما يقوله الإله فهم يتبعونه بنسبة 100% .. ولكن البشر هم مخلوقات أسمى من الملائكة ؛ بعدما أعطانا الإله العظيم حرية الإرادة فإذا امتثلنا لأوامر الإله، فسنكون اسمى من الملائكة وإذا لم نمتثل لأوامره؛ فسنكون أدنى منزلةً من الملائكة . أعطانا الإله العظيم الإرادة الحرة وقبل أن نأتي لهذا العالم، فقد سألنا الإله العظيم "من يريد أن يكون إنسانًا؟" اذا لم ترد ان تكون إنساناً، اجتز ذلك ، فقد كان لنا أن نكون جبالًا، فهي مُسلمة .. أشجارًا، فهي مسلمة .. حيواناتٍ، فهي مُسلمة...ملائكةً، فهم مسلمون . مُسلِمٌ تعني : أن تُخضِع إرادتك للإله . جميع الحيوانات مسلمة ، جميع النجوم مسلمة ، جميع النباتات مسلمة ، جميع الملائكة مسلمون ، البشر هم مخلوقات مميزة ؛ بل هم الخلق الأفضل للإله العظيم ، فقد سألنا الإله: "من يريد أن يكون إنسانًا؟" القرآن يقول أنّنا معشر البشر كُنَّا جهلاء لأننا اختارنا أن نكون بشرًا وهذا يعني إمّا أن تجتاز الاختيار، أو أن تكون متميزًا عن باقي المخلوقات بأن تصبح إنسانًا كلُنا فكرنا في أن نكون متميزين ، أمّا كم واحد منا أصبح متميزاً، فهذا سنعرفه يوم القيامة ! نحن قد مُنحنا الإرادة الحرة والآن، نحن نُختبَر فإذا أنجَح الإله العظيم ومرّر الجميع فسأقول أنَّ الإله العظيم غير عادلٍ لو وضع الإله العظيم الجميع في الجنَّة فسأقول أني كنت رجلًا صالحًا، لم أسرق، كنت صادقاً ! وذلك الرجل سرق واغتصب ومع ذلك يدخل الجنَّة إذًا فسأعترض على حكم الإله العظيم ! وأقول له : لماذا وضعت ذلك الشخص في الجنَّة؟ فالإله العظيم يقول في سورة النساء - 4 الآية 40 : ((إنَّ االله لا يظلم مثقال ذرة)) وبالتالي؛ فالإله العظيم رحيم، فهو يُعطينا الفرص ويُسامحنا ولكن في النهاية توجد العدالة . وبناءً على ذلك؛ فإننا نُختَبر تلك الإختبارات ؛ لأن هذه الحياة هي اختبارٌ للآخرة . إننا خلقٌ مميَزٌ للإله العظيم والهدف من هذا الخلق كما قال القرآن في سورة الذاريات - 51 الآية 56 : ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) عبادته تعني طاعة أوامره ، فإذا أطعت أوامره فقد اجتزت الإمتحان وإلا فالقرآن يقول أنَّ الله إن شاء لجعل كل الناس مسلمين بكل سهولة ! ولكننا مخلوقات أفضل وفريدة ؛ إن أطعناه بعدما وهبنا الإرادة الحرة ؛ فسنكون أسمى وأرفع مقامًا . أتمنى أن أكون قد أجبت على سؤالك أخي .
المقالة مفرغة من الفيديو التالي
https://www.youtube.com/watch?v=JNLGC0bs2sg
ححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححح
****ملحوظة من المنسق : هناك تعليق على نص هذه الفتوى تحديداً وجدته في موقع الإسلام سؤال و جواب و أرفقته هنا للتنبيه :
رابط التعليق : https://islamqa.info/ar/222764
نص التعليق :
هل خيّر الله البشر قبل نشأة الحياة الدنيا بين أن يكونوا بشرا ، أو يكونوا ملائكة ؟
السؤال:
د.ذاكر في مقطع فيديو مناظرة مع ملحد ، في رده على سؤال أن الله عز وجل خير البشر قبل البعث إلى الحياة الدنيا ، أن يكونوا بشرا أم ملائكة ؟ فاختاروا أن يكونوا بشرا ، بعد ذلك مسح الله ذاكرة البشر، تعجبت لما سمعت هذا القول ، فذهبت أبحث عن الموضوع ، فلم أجد له أصلا ، أفيدونا أفادكم الله ؟
تم النشر بتاريخ: 2015-01-03
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الشيخ ذاكر نايك رجل فاضل ، يعمل في حقل الدعوة ، ويناظر اليهود والنصارى والبوذيين والهندوسيين ، ويظهره الله عليهم ، بما آتاه من موهبة الحفظ ، وقوة الحجة ، واستحضار البينة ، وقد أسلم على يديه خلق كثير ، ويجب التثبت فيما ينقل عنه، فيؤخذ ما وافق الحق ويترك ما عداه .
ثانيا :
أما هذا الكلام المذكور ، وهو أن الله تعالى خير البشر قبل نشأة الحياة الدنيا بين أن يكونوا بشرا أو ملائكة ، فاختاروا أن يكونوا بشرا ، ثم أنساهم الله اختيارهم هذا :
فهذا الكلام مردود - سواء كان من كلام ذاكر ، أو من كلام مناظره - وذلك من عدة أوجه :
- أنه كلام لا دليل عليه ، وكل كلام في دين الله بغير دليل ولا بينة فهو مردود على صاحبه ، يجب على صاحبه الحذر منه ، والتوقي من مغبته ، قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36
- أن هذا الكلام يخالف قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) القصص/ 68
قال ابن كثير رحمه الله :
" يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ الْمُنْفَرِدُ بِالْخَلْقِ وَالِاخْتِيَارِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ فِي ذَلِكَ مُنَازِعٌ وَلَا مُعَقِّبٌ فَقَالَ: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) أَيْ: مَا يَشَاءُ، فَمَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، فَالْأُمُورُ كُلُّهَا خَيْرُهَا وَشَرُّهَا بِيَدِهِ، وَمَرْجِعُهَا إِلَيْهِ.
والْمَقَام فِي بَيَانِ انْفِرَادِهِ تَعَالَى بِالْخَلْقِ وَالتَّقْدِيرِ وَالِاخْتِيَارِ، وَأَنَّهُ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي ذَلِكَ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/ 251)
فلم يخير الله تعالى بني آدم حين خلقهم بين أن يكونوا بشرا أو ملائكة ، إنما صيرهم بشرا بمحض إرادته وقدرته وحكمته سبحانه ، وكيف يخيرهم وقد كانوا عدما قبل أن يخلقهم ؟!
- أنه يخالف قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة/ 30
فهذا واضح في أن الله لما أراد أن يخلق خلقا آخر ، سوى الملائكة ، أخبرهم به ، فقالت الملائكة ما قالت . فهذا واضح أن الله تعالى قد أراد لهذا المخلوق ، من أول أمره ، ومن قبل أن يخلقه ، ألا يكون من الملائكة ، بل هو خلق آخر سواهم .
وعلى كل : فهذا أمر بين البطلان ، لا يحتاج إلى استكثار في رده ، ويكفي أنه من القول بغير علم ، ولا دليل ولا برهان يدل على صحته .
وما كان كذلك ، وجب رده على قائله ، كائنا من كان .
والله تعالى أعلم .