هل القرآن الكريم يتوافق مع علم المياه الحديث؟
في مجال علم المياه (الهيدرولوجيا/Hydrology)
تعلمنا في المدرسة عن الدورة التي يمر به الماء، وما تعلمناه في المدرسة عن دورة المياه اكتُشِف في سنة 1580 بواسطة السير بيرنارد باليسي، وتعلمنا في المدرسة أن المياه تتبخر من المحيطات، وتتشكل على هيئة سحب، والسحب تتحرك ثم ترتفع ثم تتجمع وبعدها يسقط الماء على المحيط، وبذلك تكون دورة المياه اكتملت، قديمًا في القرن السابع قبل الميلاد، "ثاليز" قال أن الرذاذ الموجود على المحيط تحمله الرياح ثم ينزل على هيئة أمطار، الناس لم يعرفوا كيفية سقوط الأمطار، في القرن السابع قبل الميلاد، "ثاليز" قال أن الرذاذ الموجود على المحيط تحمله الرياح ثم يسقط كأمطار، الناس لم يعرفوا من أين تأتي المياه الجوفية، والناس كانت تعتقد حتى عصر أفلاطون أنه عندما تسقط المياه فإنها تتجه بواسطة ممر سري إلى المحيط يسمى (الجحيم)، الناس لم يعرفوا من أين تأتي المياه الجوفية لذلك اعتقدوا أنها تأتي من ضغط الرياح على المياه مما يدفع المياه إلى باطن الأرض، وحتى القرن السابع عشر أناس ومفكرين كبار مثل "ديسكارتز" يؤمنون بهذه النظرية، وفي القرن التاسع عشر كان الناس يؤمنون بنظرية "أرسطو" وهي أن المياه المتبخرة من الأرض يتم تبريدها في كهوف الجبال لتكون بحيرات المياه الجوفية التي تغذي الينابيع، أما اليوم فنحن نعلم أن المياه الجوفية سببها هو تسرب مياه الأمطار إلى داخل الأرض، والله يقول في القرآن في سورة الزمر 39 الآية 21: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ"، وفي سورة الروم 30 الآية 24: "وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا"، القرآن يقول في سورة المؤمنون 23 الآية 18: "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18)"، والقرآن يقول في سورة الحجر 15 الآية 22: وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ" الكلمة العربية المستخدمة هي (لواقح) وهي جمع لاحقة بمعنى (حاملة) والتي تعني حاملة، "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً"، واليوم نعلم أن العلم يقول لنا أن البخار يجمع عن طريق الرياح ويغذي السحب، والنوع الثاني هو السحب تتجمع معًا وبعدها يحدث برق ثم يتساقط المطر، نفس الرسالة عن علم المياه ودورة المياه ذُكِرت في سورة النور 24 الآية 43: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ"، القرآن يقول في سورة الروم 30 الآية 48: "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ"، القرآن يتحدث عن دورة المياه بأدق التفاصيل، القرآن يقول في سورة الطارق 86 الآية 11: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)" بالإضافة إلى أن السماء تعمل كسقف للحماية وعكسها للأشعة الضارة إلى الفضاء فإنها بالإضافة إلى ذلك تقوم بإرجاع بخار الماء الذي يتبخر من المحيطات إلى الأرض، والقرآن يقول في سورة النور 24 الآية 43: "فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ"، وعندما نسافر بالطائرة التي لم تكن موجودة قبل 1400 سنة مضت وعندما ننظر إلى السماء تحتنا نرى أن السحب تشبه الجبال، السحب تظهر على هيئة جبال، تخيل أن القرآن ذكر ذلك منذ 1400 سنة، القرآن وصف دورة المياه بتفاصيل دقيقة جدًا في عدة آيات بجانب الآيات التي اقتبستها، هناك عدد كثير من الآيات تتحدث عن دورة المياه، في سورة الأعراف 7 آية 57، سورة الرعد 13 آية 17، سورة الفرقان 25 آية 48 و49، سورة فاطر 35 آية 9، سورة يس 36 آية 34، سورة الجاثية 45 آية 5، سورة ق 50 آية 9 و10، سورة الواقعة 56 آية 67 إلى 70، وسورة الملك 67 آية 30، تستطيع أن تستمر باقتباس العديد من الآيات من القرآن التي تتحدث عن دورة المياه، وتستطيع أن تعطي محاضرة كاملة عن دورة المياه وعلم المياه في القرآن.