233 - علم الوراثة في القرآن الكريم عدد القراء :41

الرئيسية محاضرات د.ذاكر نائيك | مفرغة

السؤال :

هل القرآن الكريم متوافق مع علم الوراثة الحديث؟

-----------------------------------------------------

الجواب :

في مجال علم الوراثة (Genetics)

 اليوم بتنا نعلم أن الحيوان المنوي هو المسؤول عن تحديد جنس المولود، ويخبرنا العلم اليوم أن الكرموموسوم الثالث والعشرين في الإنسان هي التي تحدد جنس المولود، فإذا كانت (XX) فهي أنثى، وإذا كانت (XY) فهو ذكر، إذن الحيوان المنوي هو من يحدد جنس المولود، فإذا شارك (X) الحيوان المنوي في الإخصاب سيكون المولود أنثى، وإذا شارك (Y) الحيوان المنوي سيكون المولود ذكرًا، وهذا بالضبط ما ذكره القرآن في سورة النجم 53 الآية 45-46: "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)" لقد خلقنا الإنسان من نطفة تُمنى وتعني سائل ذكر، ونفس الرسالة يذكرها القرآن في سورة القيامة 75 الآية 37-39: "أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)" أي خلقنا الإنسان من نطفة "ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)" إذن يقول القرآن إن النطفة هي المسؤولة عن تحديد جنس الطفل، وفي دولتنا العظيمة الهند، ولعدة أسباب يعلمها الهنود، يفضلون إنجاب الأبناء على إنجاب الإناث، فإذا رُزِقت إحدى السيدات بابنة، تبدأ الحماة بلوم زوجة الابن على إنجاب بنت، لماذا أنجبتي بنتًا؟؟ وبالرجوع إلى القرآن والعلم الحديث إذا أرادت أن تلوم أحدًا ليس عليها أن تلوم الزوجة، بل عليها لوم ابنها في إنجاب البنت، لأن السائل الذكري هو المسؤول عن تحديد جنس المولود ذكر أم أنثى، الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى هو من يرزق أبناء وبنات ولكن إن أرادت الحماة أن تلوم أحدًا فعليها أن تلوم ابنها لأنه هو المسؤول عن جنس المولود ذكر أو أنثى، ولقد ذكر القرآن الكريم في سورة الزمر 39 الآية 6: "يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ" يقول البروفيسور "كيث مور" أن هذه الظلمات الثلاث التي ذكرها القرآن هي عبارة عن جدار البطن وجدار الرحم والجدار السلوي المحيط بالجنين، إذن الإنسان يُخلق على مراحل وبين ظلمات ثلاث، القرآن الكريم يشرح مراحل تطور الجنين بالتفصيل، ولقد ذكر القرآن في سورة المؤمنون 23 الآية 12-14: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)" هذه الآيات الثلاث من القرآن تصف مراحل تطور الجنين أي المراحل الأولية لتطور الإنسان في رحم الأم بتفصيل عظيم، فقد ذكر في البداية النطفة وقد ناقشنا ذلك قبل قليل، وبعدها يذكر القرآن أنا خلقنا النطفة علقة، والعلق هي مادة تشبه حيوان العلق وقد ناقشنا ذلك أيضًا، والعلق في اللغة العربية لها 3 معانٍ ، المعنى الأول: حيوان العلق، المعنى الثاني: التعلق بالشيء أي التمسك به، والمعنى الثالث: كتلة الدم، بالإضافة أن شكلها كشكل العلقة، الجنين في مراحله الأولية يتصرف كالعلقة ويمتص الدماء ليحصل على غذائه من الأم عن طريق المشيمة، إنه يتصرف كمصاص دماء لذا فهو يتصرف كالعلقة بالإضافة إلى شكله الذي يشبهها، أما معناه الثاني (التعلق بالشيء) فنحن نعلم أن الجنين يتعلق بجدار الرحم، خلال فترة ال9 شهور داخل رحم الأم يتعلق فيها الجنين بجدار الرحم، أما المعنى الثالث للعلقة: كتلة الدم، ويخبرنا العلم أنه في المراحل الأولية لتطور الجنين فإن الدم لا يسري إنما هو كالكتلة، متوقف في الأوعية، ويظهر وكأنه كتلة دموية، لذا فإن الثلاث معاني للعلقة يخبرنا العلم أنها تتفق بمثالية مع آخر تطورات العلم في مجال علم الأجنة، يذكر القرآن الكريم بعدها: "وضعناه في قرار مكين" أي أن الجنين محفوظ في مكان آمن مستقر، ونحن نعلم اليوم أن الجنين محمي من الخلف بالعمود الفقري، عظام الظهر، وكذلك العضلات الخلفية، ومن الأمام فهو محمي بالجدار البطني الأمامي، غلاف المشيمة السلوي وكذلك السائل السلوي تحمي الجنين.

إذن يؤكد العلم أن الجنين محمي جيدًا داخل رحم الأم. وبعدها يذكر القرآن أن العلقة تتحول إلى مضغة.

مضغة تعني شيء ما تم مضغه، فقام البروفيسور "كيث مور" بتجربة فأحضر ما يشبه الجنين في مراحله الأولى، ووضعها بين أسنانه وعضها عضًا ليجعلها تظهر كالمضغة، وعندما رآها وجد أن أثر الأسنان يشبه الجسيدات التي تنشأ منها الأعصاب في الجسم، ثم يذكر القرآن الكريم أنا جعنا المضغة عظامًا، وبعد ذلك كسونا العظام لحمًا "ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ" إذن ما مقصد القرآن عندما ذكر "ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ"، إن كل المراحل السابقة، النطفة، العلقة، المضغة، العظام، اللحم، كل هذه المراحل في تطور الجنين تتشابه مع تطور الأجنة في المخلوقات الأخرى مثل الأسماك والأرانب وغيرها، فقط بعدهذه المرحلة من كسو العظام باللحم يتغير تطور الجنين البشري عن باقي الأجنة، فيظهر الرأس والأطراف، لذلك قال الله سبحانه وتعالى: "ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)"، تخيل كيف أن القرآن الكريم وصف مراحل تكون الجنين بالتفصيل، وقال البروفيسور "كيث مور" أن هذا الوصف المذكور في القرآن الكريم والذي يعتمد على الشكل، علقة، مضغة، عظامًا، لحمًا، أفضل من العلم الحديث الذي يصف تطور الجنين حيث نقول المرحلة الأولى، المرحلة الثانية، المرحلة الثالثة ... وهكذا، هذا الوصف معقد كثيرًا، أما الوصف القرآني لتطور الأجنة هو الأفضل والأكثر بساطة.

قديمًا اعتقد العلماء في القرن 16 و17 أن رأس الحيوان المنوي يحتوي على إنسان مصغر ينمو داخل رحم الأم، بعد ذلك عندما علموا أن حجم البويضة أكبر من حجم الحيوان المنوي، "ديجرافي" قال إن الجنين يوجد في البويضة وليس الحيوان المنوي، وبعد ذلك في القرن 18 "ماوبريتس" وضع نظرية ثنائية الأبوين، والتي تنص على أن كلا النطفة والبويضة مسؤولان عن تكوين الجنين، تتخصب لتكون الزيجوت التي وصفها القرآن بتفصيل عظيم، كذلك ذُكِر في سورة الحج 22 الآية 5: "فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ" عُرِضَت هذه الآية على الدكتور "مارشال جونسون" رئيس قسم التشريح ومدير معهد (دانيال) بجامعة (توماس جيفرسون) في (فيلادلفيا) في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحنا نعلم الآن أننا لو قطعنا الجنين في مرحلة المضغة وقمنا بتحليل الأعضاء نجد أن بعضها تكون والبعض الآخر لا، لذا قال الدكتور "مارشال جونسون": "إذا وصفنا هذه المرحلة من الجنين على أنها خلق كامل سنرتكب خطأ لأن بعض الأعضاء لم تتكون بعد، وإذا قلنا خلق غير كامل فهذا أيضًا خطأ لأن بعض الأعضاء اكتمل تكوينها" لا يوجد وصف أفضل من الوصف القرآني للمضغة، (مخلقة وغير مخلقة)، في اللغة العربية يمكن استخدام (متمايزة وغير متمايزة) أيضًا، وقال دكتور "مارشال جونسون" أنه: "في هذه المرحلة هناك خلايا تمايزت وأخرى لم تتمايز بعد".

كذلك ذكر القرآن الكريم في سورة السجدة 32 الآية 9: "وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ"، كذلك ذكر في سورة الإنسان 76 الآية 2: "فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا"، فالقرآن الكريم يذكر السمع قبل البصر، وقد أكد العلم الحديث أن أول حواس الإنسان التي تنشأ في الجنين هو حاسة السمع، في اليوم 22 تبدأ الأذن في التكون وفي الشهر الخامس يكتمل تكونها، أما حاسة الإبصار عندما يفتح الجنين عينه فإنها تبدأ في الشهر السابع، لذلك القرآن متوافق تمامًا مع العلم الحديث في التحدث عن الحواس في الجنين، أولًا السمع وبعدها البصر، وقد عملت تجربة على طفل، أمه كانت تعمل على آلة الطباعة، أُخِذ الطفل حديث الولادة الذي أمه تعمل على آلة الطباعة ووُضِع مع أطفال آخرين أمهاتهم لم يعملن على آلة الطباعة، وعند تشغيل صوت آلة الطباعة فَزِع كل الأطفال إلا الطفل الذي كانت أمه تعمل على آلة الطباعة، لأنه كان قد تعود على الصوت وهو في رحم أمه، لأنه قد تعود على ذلك لم يفزع، وقد ذُكِر في الحديث أنه على المرأة الحامل أن تكثر من قراءة القرآن الكريم. وقد أثبت العلم الحديث أن ما تسمعه الأم الحامل أو تراه خلال الحمل يؤثر على الجنين.

اذا كان لديك استفسار او سؤال يخص نفس الموضوع اضغط هنا لأرساله للموقع:

أرسل سؤالاً


مقالات اخرى