هل ألف النبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن من أجل الشهرة والمكانة؟
زعم بعض النقاد أنه من المحتمل أن يكون الرسول "صلى الله عليه وسلم" نسب القرآن إلى الله رغم أنه هو من ألفه حتى ينال الشهرة والمكانة والمجد بالإضافة إلى القيادة والزعامة.
وفقًا لما ذكره "مايكل هارت" في كتابه الخالدون مائة أو المئة الأوائل: (أكثر مئة شخص تأثيرًا في البشرية)، حيث قام بدراسة كل الشخصيات منذ آدم "عليه السلام" وحتى الوقت الحاضر، وبلا خلاف وضع "هارت" الرسول "صلى الله عليه وسلم" على رأس هذه القائمة كأكثر شخصية مؤثرة في تاريخ البشرية، إن كان "صلى الله عليه وسلم" يريد أن يصبح زعيمًا، فما كان عليه أن يدعي أن القرآن كلام الله إن كان بالفعل هو من ألف القرآن، ولقد علل "مايكل هارت" اختياره لكل شخصية وترتيبها سواء كان الترتيب الأول أو الثاني أو الثالث ... إلخ، وفي نهاية استعراضه لسيرة الرسول "صلى الله عليه وسلم" قال: "إن هذا الامتزاج بين الدين والدنيا والتأثير فيهما هو الذي جعلني أؤمن بلا شك أن محمدًا هو أعظم الشخصيات أثرًا في تاريخ البشرية كلها"، إن كان الرسول "صلى الله عليه وسلم" يريد المجد والشهرة والسلطة والقيادة، كان سينالها وذلك لتوافر جميع المقومات فيه، فلم يكن عليه أن ينسب القرآن زورًا إلى الله عز وجل، فقد كان لديه كل القدرة، وإذا حللنا الأمر منطقيًا نجد أن أي شخص يريد السلطة والمجد والقيادة والشهرة والمكانة، نجد عنده غذاء جيد وملابس فاخرة ومساكن عظيمة وقصور فخمة وحراس ... إلخ، ولكن إذا نظرنا إلى شكل حياة الرسول "صلى الله عليه وسلم" سنجد انه كان يصلح ملابسه وحذاءه وكان يرعى الغنم ويؤدي كل أعماله المنزلية، وكان يجلس على الأرض ويأكل، وكان يذهب إلى السوق بمفرده بلا حراس للحماية، كان "صلى الله عليه وسلم" مثالا للبساطة والتواضع، وإذا دعاه أي شخص لزيارته، حتى ولو كان فقيرًا كان يقبل دعوته وكان يأكل ويتناول أي طعام يُقَدَّم له، لدرجة أن أعداءه قالوا إنه يستمع لأي أحد وقد ذكر القرآن ذلك في سورة التوبة 9 آية 61: "وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ"، أعداؤه كانوا غاضبين من هذا النبي "صلى الله عليه وسلم" الذي يستمع لأي أحد حتى الفقراء، وتوجد الكثير من الأمثلة والحوادث التي سجلتها كتب التاريخ وكتب الحديث، منها عندما أتى أحد ممثلي مشركي قريش وهو "عتبة بن ربيعة" إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" يساومه على دينه فقال: "إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر العرب مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سوّدناك علينا، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا" كل ما نريده منك هو أن توقف نشر هذه الدعوة بأنه لا إله إلا الله، إن كان النبي "صلى الله عليه وسلم" يريد السيادة والملك كان سيقبل هذا العرض بكل سهولة، توجد العديد من الأمثلة منها عندما أخبر مشركو العرب أبا طالب عم النبي "صلى الله عليه وسلم" أن يطلب منه أنه أن يوقف رسالة التوحيد تلك، فأجابه النبي "صلى الله عليه وسلم" قائلا: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك ما تركته أو أن يشاء ربي شيئا"، وعندما مات ابنه إبراهيم تزامن مع وفاته كسوف الشمس، فقال الناس هذه آية من الله كسفت الشمس لموت إبراهيم ابن النبي "صلى الله عليه وسلم"، فرد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" على الفور قائلا: "إن الشمس والقمر آيتان من الله سبحانه وتعالى لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته"، فإن كان يريد الشهرة والسلطة فهذه الحادثة تعد فرصة ممتازة له ليستغلها لتحقيق طموحاته، ولكنه لم يفعل ذلك لأنه شخص صادق.