السائل :
أنا (أودس ياجو) ، أنا دبلوماسي في السفارة الهندية . مع فائق احترامي لجميع الناس والسيدات المتواجدين في القاعة سوف أُعَبِّر فقط عن وجهة نظرٍ ، وأتمنى من دكتور ذاكر أن يحملها معه لقدرته على الوصول لمشاهدي العالم : .. دكتور ذاكر بدأ بالقول أنه لحوار بين عدة حضارات أو عدة ديانات مختلفة جميعنا يجب أن نصل لنتيجة مشتركة ، وبهذا المتحدث صرّح وبرّر أنّه كيف أنّ عيسى ، رام ، والنبي محمد كلهم متساوون ، حتى أنه ذهب ليوضّح الدعم من بعض الكتب المقدسة الهندية والمسيحية ؛ ليبرِّر وجود أو مكانة النبي محمد .. كل هذا جيد . لكن قد استمعنا خلال السنتين أو الثلاثة الماضيات لعدة مؤتمرات أُقيمت في مناطق مختلفة من العالم .. ، نقطة البداية ليست بالقول "هل جميعهم آلهة ؟ هل جميعهم متساوون أو أن بعضهم أعلى والآخر أدنى؟" أنا شخصياً أشعر أن لا أحد من المتواجدين هنا في القاعة قد رأى آلهتنا المحترمين ..، المسلمون لم يروا النبي ولا أنا كهندوسي رأيت رام ولا المسيحيين رأوا عيسى ؛ والعامل الأهم والذي أطلب من المتحدث أن يضعه في الحسبان في محاضراته القادمة : الإنسان والطيبة بيننا ! عندما صرّح المتحدث أن الهندوس يقولون (كل شيء إله) ؛ يعنُون أنّه يوجد عنصر طيبة بيننا كلنا عند تغذيته يجعلنا قريبين من الإله .
الدكتور ذاكر :
شكراً ، شكراً لك ! أريد أن أشكر أخانا من السفارة الهندية وشكراً على تعليقاته وذكر بأن بأغلب حوارات الأديان ، قال بأنه يتفق أنني أحاول اثبات التشابهات .. أحاول إثبات أن النبي محمد والنبي عيسى أنهم رُسُل . نعم نتفق على هذا .. راما قد يكون أو لا يكون ، تستطيع العودة لمحاضرتي (التشابهات بين الإسلام والهندوسية) ربما ، و ربما لا ؛ وإن كان فقد اُرسِل للناس في ذلك الوقت ؛ لكن قال أنه في حواراتنا عن الديانات لا نتاقش عن الإله لا أحد هنا رأى راما والمسلمون لم يروا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - والمسيحين لم يروا المسيح عيسى - عليه السلام - لكن علينا الكلام عن الصفات التي يُقدِّرها الناس ، القيم الانسانية ، الطيبة الإنسانية وقال أن الهندوس يقولون (كل شيء إله ، الطيبة موجودة في كل شيء) ذلك ما تقوله أنت وليس الكُتُب المقدسة ! وصولا لنقطتك ؛ أنا أتفق معك : أولاً نتكلم عن صفات الإنسان الجيدة ، لا يكون المسلم مسلماً بحق إلا أن يكون إنساناً جيداً والواجب الأول على الإنسان هو أن يشكر خالقه الإله العظيم ، إذا كنت لا تستطيع شكر وعبادة خالقك الإله العظيم ما فائدة مساعدة جارك ؟ لا فائدة من ذلك ؛ عليك مساعدة جارك ، عليك مساعدة الفقراء ، لست ضد ذلك ؛ لكن إذا كنت تقلل من احترام خالقك الإله العظيم ، لا تستطيع شكره ، لا تستطيع عبادته ؛ كل أعمالك لا قيمه لها ! ولهذا السبب ذُكِرَ في القرآن في سورة النساء - 4 آية رقم 48 و سورة النساء - رقم 4 آية رقم 116 : ((إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)) (116) .. أعظم ذنب في الإسلام هو الشرك ، الشرك بالإله ، كذلك ذُكِرَ في القرآن سورة المائدة - رقم 5 آية رقم 72 : ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)) إذن أعظم ذنب في الإسلام : الشرك . نفس الشيء ذُكِرَ في الكتاب المقدس ما اقتبسته لك (يجب عليك أن لا تنشأ صوراً عني) ونفس الشيء مذكورٌ في الفيدا ، فعند كلامك عن صفات الإنسان ، أفضل صفة هي صفة شُكر خالقنا ... الإله العظيم لا يحتاجنا أنا وأنت ، سوف تسألني : إذن لماذا عليّ أن أشكره ؟ الناس تسألني لماذا تقول الله أكبر ؟ لماذا علينا أن نُصَلِّي للإله ؟ أقول لهم : انظروا ! في الإسلام إن صلينا للإله او لم نصلِّ لا فرق لله - سبحانه وتعالى - عندما أقول الله أكبر هو أساساً الأعظم ، بقولي الله أكبر لا يُصبح أعظم ؛ لماذا نقولها ؟ هل تعلم لماذا نقولها ؟ لأني عندما أُعَظِّم أي أحدٍ ..، عندما أقول عن أي شخصٍ عظيماً ، إنها طبيعة بشرية أن أتبع أوامره . مثلاً ، إذا أُصيبت أُمُك بأزمة قلبية وفرضاً هنالك رجل عاميٌّ قال لك : افعل كذا وكذا ، هل ستفعل؟ في الجهة الأخرى أنت تعرف شخصاً هو أفضل وأشهر طبيب قلب في العالم وأعطاك وصفةً دوائيةً ، فهل ستتبع تعليماته أم تعليمات الرجل العادي ؟ طبيعياً ستتبع وصفة أفضل وأشهر اختصاصي قلب في العالم . في لحظة معرفتك بشهرته ؛ ستتبع وصفته في حالة الأزمة القلبية لأمك ؛ لذلك سبب تعظيمنا لله ليس لأنه سيصبح أعظم ؛ عندما نعظِّم الله ، في لحظة تعظيمه سنتّبع أي أوامر أعطانا إياها في القرآن ؛ لذلك علينا أولاً أن نعرف من هو إلهنا العظيم وبعد ذلك يجب علينا اتباع أي شيءٍ يأمرنا به ، ولذلك فإن كلمة مسلم تعني الشخص الذي يخضع إرادته للإله .. المسلم ليس باسمه ذاكر ، عبدالله ، محمد ، سلطان .. مسلم تعني الشخص الذي أخضع وسَلّم إرادته للإله العظيم . الآن ما هو الجيد في الخضوع ؟ ما تعتقده جيداً قد لا أعتقده أنا جيداً ، من سيقول ما الجيد وما السيء هل تريد أن نتحاور أفضل شخص يحدد ما هو الجيد وما هو السيء بالنسبة للبشر هو خالق البشر الإله العظيم ؛ فإن لم تعلم من هو الإله العظيم الحقيقي وما هي سماته يجب أن تعبده وحده بالطريقة التي يجب أن تعبده فيها ، كل معايير البشرية لا فائدة منها ؛ المعيار الأول هو شكر الخالق الإله العظيم ، هذه أفضل صفات البشر وما هو الجيد والسيء لنا ستختلف به الآراء ، حتى الأطباء يختلفون . أفضل الأطباء هو خالق البشر الإله العظيم هو يقول لك ..لك .. الخمر حرام، في الفيدا ، في الكتاب المقدس ، في القرآن ، لا تشربه .. هو يقول لحم الخنزير محرم ، في الكتب المقدسة الهندوسية ، في الكتاب المقدس ، في القرآن ، لا تأكلوه .. القمار محرّم ، ما الجيد وما السيء كيف ستعرف ؟ إنه الخضوع . لذلك هنالك سؤال : هل يدخل الناس الطيبون لجهنم ؟ هذا السؤال فأسأل : ما هو الجيد ؟ مقارنة بما يظنه الناس جيداً ؟؟ جيد ، نحب بعضنا ، لا مشاكل ، الذكور والإناث يختلطون ، الأفلام الإباحية لا مشكلة ، كل شيء جيد إذا هذا ما تقول أنه جيد ، لا مشاكل في الاختلاط ، الشذوذ الجنسي ، كل شيء جيد ! أناسٌ طيبون كهؤلاء بالتأكيد سيدخلون جهنم ! أولاً يجب أن تدرك بالتعريف ما هو الجيد ، إذن هل يذهب الناس الجيدون لجهنم؟ إذا كانت هذه المعايير لطيبتهم ، سيدخلون جهنم في الدين ..
السائل :
لا يمكن لشخصٍ طيبٍ أن يدخل جهنم ..
الدكتور ذاكر :
من الشخص الطيب؟ رقم 1 الشخص الذي يعرف خالقه ، من يحترمه ، من يعبده ويتبع أوامره لهذا السبب في الأديان أهم نقطة هي : معرفة من إلهنا وأن نعبده لا أحد غيره ثم الرسل ثم الأشياء الأخرى . أتمنى أني قد أجبت عن سؤالك أخي .