السلام عليكم سيدي . اسمي (رافين كومار) وأعمل كمبرمج كمبيوتر. أولًا، أودُّ أن أشكرك على تقديم محاضرةٍ مذهلةٍ كهذه ! سؤالي هو: أنّ من تقديمك فهو واضحٌ جداً أنّ أيّا من الأشياء الصحيحة الموجودة في الإسلام فهي موجودةٌ أيضاً في المسيحية .. فإذًا لماذا المسلم أو المسيحي لا يأخذان بالإثنين معًا ويأخذان بالأعمال والأشياء الجيدة من الإثنين سوياً ويتبعانها ؟
الدكتور ذاكر :
سأل الأخ سؤالاً جيداً جداً، وسؤالاً مهماً جداً وفرصةً لتوضيح محاضرتي أيضاً ... سأل سؤالاً جيداً جداً وهو : لو أنّ كل شيء جيد ؛ فقد تحدثت عن التشابه بين المسيحية والإسلام وكل شيء جيد ، فلِمَ لا نأخذ الجيد من الدين ؟ وهذا ما فعلته فعلاً ! لقد أخذت الجيد من المسيحية ومن الكتاب المقدس وأستطيع أن ألقي محاضرة... محاضرة أطول عن الفرق بين الإسلام و المسيحية وهذا ما لا أنوي فعله . هناك أشياء كثيرة لا أتفق مع الكتاب المقدس فيها ، أشياء كثيرة ؛ لأني لا أعتبر الكتاب المقدس ككل أن يكون كلمة الإله ؛ فنحن نؤمن بالإنجيل الذي أُوحِيَ إلى عيسى المسيح - عليه السلام - لكن الكتاب المقدس الحالي هو نصٌّ محرّفٌ من الوحي الأصلي الذي أُنزِلَ إلى عيسى المسيح - عليه السلام - ..هذا الكتاب المقدس لو حللناه ... فيه مئات من التناقضات ، فيه مئات من الأخطاء الحسابية ، فيه العديد من الأخطاء العلمية ، ولي مناظرة مع الدكتور (ويليام كامبيل) : "القرآن و الكتاب المقدس في ضوء العلم" وقد أشرت إلى كثيرٍ من الأخطاء العلمية .. هذه الأخطاء العلمية .. هذه التناقضات لا يمكن أن تُنسَبَ للإله العظيم ، حتى إن هناك إباحية في هذا الكتاب المقدس والتي إذا طلبت مني أن أقرأها - حتى لو دفعت لي مليونَ دولاراً - لن أستطيع قراءتها أمام العامة ! ...إباحية سِفر 23 ، أستطيع أن أذكر المصادر ولكن لا يمكنني قراءتها .. لا أستطيع ..! الإسلام لا يعطيني الإذن ..؛ لذا ماذا فعلتُ يا أخي ؟ لقد اتبعت إرشادات القرآن في سورة آل عمران .. الجزء 3 ، آية 64 التي تقول: ((تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ "سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم)) على الأقل المشترك بيننا نتفق على أن نتبعه أمّا ما هو ليس مشتركاً فسوف نناقشه في وقتٍ لاحقٍ . انظر .. عندما يكون لدينا مناظرة وأنا لا أتفق مع الطريقة التي تتم بها المناظرات في أماكن مختلفة حول العالم ؛ حيث يأتي مسيحي و يقول: كل الديانات جيدة : الإسلام جيد ، والمسيحية جيدة ، والهندوسية جيدة ! ويأتي هندوسي ويقول : الإسلام جيد ، والمسيحية جيدة ، والهندوسية جيدة ! ويأتي مسلم ويقول : الإسلام جيد ، والمسيحية جيدة ، والهندوسية جيدة ! ثم عندما أسأل، هل سيترك هذا الراهب المسيحي المسيحية؟ ويقبل الإسلام مادام الاثنان متماثلان؟ الإجابـة : لا ! هل سيترك الهندوسي ديانته و يصبح مسيحي ؟ الإجابـة : لا ! هل سيتخلى المسلم عن ديانته و يصبح هندوسياً ؟ الإجابـة : لا ! هذا شيءٌ سخيفٌ وهراءٌ ... فماذا فعلت أنا ؟ طلبت من الناس ، على الأقل دعونا نتفق أن كتاباً مُقدّساً واحداً في العالم هو كلام الإله مائة بالمائة ، لن يكون عند أحدٍ مشكلة مع هذا الهندوسي سيقول : حسناً أنا لا أُمانع قبول كتابي المقدس (الفيدا) على أنه كلام الإله مائة بالمائة .. سيقول المسيحي : ليس لدي مشكلة ، أنا لا أمانع قبول الكتاب المقدس على أنه كلام الإله .. سيقول المسلم : ليس لدي مشكلة ، أنا لا أمانع قبول القرآن على أنه كلام الإله . الآن خذوا ما هو مشترك بين كل هذه الكتب المقدسة الأساسية العالمية .. على الأقل اتفقوا على اتباع ما هو مشترك .. كل أديان العالم الأساسية تقول أنه يوجد إلهٌ واحدٌ ، يقولون أن عبادة الأوثان خطأ ، كل الكتب المقدسة الأساسية في العالم تقول أن الذي يأتي كآخر وخاتم الرسل هو محمد - صلى الله عليه وسلم - إذاً عندما نُحَلِّل ما قُلتُه في السابق : على الأقل نتفق على اتباع المشترك .. كل الأديان الأساسية تتحدث عن التواضع حتى الهندوسية ، وسابقاً عندما أتيت إلى دُبي العام الماضي ، ألقيت محاضرةً عن التشابهات بين الهندوسية و الإسلام ، حتى الهندوسية تقول أن هناك إلهاً واحداً ...عبادة الأوثان مُحَرَّمَةٌ ، وأن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - سوف يأتي .. الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ في أكثر من مائة موضعٍ بالكتب المقدسة الهندوسية !! حتى الكتب المقدسة الهندوسية تقول أنه يجب أن تكون محتشماً .. المرأة يجب ان تُغطَّى بالكامل .. الرأس يجب أن يُغطَّى .. تعدد الزوجات مسموحٌ به في الهندوسية والمسيحية وكذلك الاسلام .. عن التواضع وعدم شرب الخمر وعدم القمار هذا لا يعني أن كل شيء في الهندوسية صحيحٌ ..وبالمثل .. ليس كل ما يتبعه المسيحيون في وقتنا هذا صحيح . فماذا فعلت أنا ؟ استخدمت الفرقان ، القرآن هو الفرقان أي الفيصل للحكم بين الصواب والخطأ فما يتلائم مع القرآن، فليس عندي اعتراضٌ علي قبول أنه صحيح ، أمّا الذي يُعارض القرآن فلا أتفق معه . هناك أشياء ذُكِرَت في الكتاب المقدس .. الأنبياء فعلوا الفاحشة مع بناتهم ! كيف لي أن أتفق مع أن النبي لوط - عليه السلام - فعل فاحشة مع ابنته ؟ لا أستطيع أن أتفق مع هذا .. ما أقوله هو أن هذا الجزء لا يمكن أن يكون كلام الإله ، إنه غش .. إنه إفساد .. إنه تلفيق .. من هنا نقول لو قرأت الكتاب المقدس .. هناك شيء اسمه (الكتاب المقدس ذو الحرف الأحمر) هذا هو الكتاب المقدس ذو الحرف الأحمر، والحرف الأحمر يعني : أن كل الكلمات التي قالها عيسى - عليه السلام - مكتوبة بالأحمر ، وإذا جمعناها فإنها لا تكاد تكون عمودين في جريدة ! فهي قليلةٌ جداً .. نسبتها قليلة . ما أحاول قوله هو أنه على الأقل دعنا نتفق على اتباع ما هو مشترك .. هذا لا يعني أني أوافق على كل شيء في الكتاب المقدس ؛ لأن الكتاب المقدس الحالي ليس محفوظاً في هيئته الأصلية ، لماذا ؟ لأن كل النصوص التي ذكرتها في كلامي كانت مُوَجَّهَةً لفئةٍ من اولئك الناس ولذلك الوقت ، اليوم يجب أن تتبع آخر رسالة وهي القرآن العظيم ، وآخر الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - سواءً وُلدت في الهند، أو باكستان، أو أمريكا، أو بريطانيا، أو الإمارات، أو السعودية ..يجب أن تتبع آخر وحي وهو القرآن ، وآخر الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - تقول لي أن آخذ النقاط الجيدة ؟ لقد أخذت النقاط الجيدة من المسيحية ولكن بالنسبة للإسلام أنا لا أجد نقطة واحدة سيئة أشر إليّ بها وسأعطيك إجابة ... أتحدى أي أحد أن يشير إلى آية واحدة من القرآن ضد الإنسانية ! .. لا تشر إلى المسلمين ، أنا لست هنا لدعم المسلمين أنا هنا لأتحدث عن الإسلام لفهم الإسلام لا تنظروا إلى المسلمين بل انظروا إلى القرآن والحديث الصحيح (أقوال الرسول) وأنا أتحدى أي أحد أن يشير إلى نقطة واحدة في القرآن أو الحديث ضد الإنسانية . ربما هناك عبارات معينة، والتي ربما تشعر أنها غير صحيحة ؛ بسبب نقص المعرفة، وعدم الحصول على الدراسة الكافية ولكن إن شاء الله إذا ظننت أن أي شيء خطأ ؛ فأُرَحِّبُ بتوضيحه لك و سأحاول أن أشرح لك لماذا هو موجودٌ في الإسلام والسبب و الحكمة منه . أرجو أن أكون قد أجبت سؤالك .
السائل :
شكرا لك سيدي .