أنا دكتور بَلْوَنْت شاسْتري من بيهار
أسكن في مومباي منذ أعوام ، يعرفني أبو عاصم أعظمي، وقد لقيته مرات
يسعدني الحضور في هذا المؤتمر العالمي، وبهذه المناسبة أقدم التحية إلى جميع الأخوة الحاضرين
شكراً
أريد أن أقول شيئا برغبة شديدة، يوجد في فلسفة هندوسية تعليما
أن العالم كله قبيلتي و أسرتي" ومن تعليماتها أيضا " "أن يكون جميع الناس سعداء مسرورين مكتسبين أرزاقهم"
هذا ما يوجد في فلسفتنا فلسفة الهندوسيين
وأظن أنه بعينه يوجد في كتبكم المقدسة، نفس الرسالة يوجد عندكم وقد قمتم بتبليغ هذه الرسالة حينا بعد حين
ولكن مع الرجاء و الاضطرار أوجه إليكم هذا المقال
أن رسالة القرآن الصحيحة إما قصرتم في تبليغها بالحكمة عالميَا أو بلغتم الرسالة انتم ولم يفهمها الناس حق الفهم
والأمر الثاني الذي أشاهده في العالم كله أن الناس كانوا ينظرون إلى القرآن و الإسلام بعين الاعتبار والوقار قبل
والآن بعد سنوات هناك التطرف والإرهاب وما إلى ذالك، فماذا أفهم من هذا؟
إما أخطأتم في عرض الرسالة أو لم تقم بتبليغ رسالة القرآن العظيم البتة
ما أعظم هذا القرآن! الذي يقوم بنشر المؤاخاة والسلام بين الناس على مستوى العالم، فما مفتاحه؟ وشكرا
طرح الأخ سؤالاً وجيهاً ومهماً جداً
قال إنهم يعتقدون في الفلسفة الهندوسية أن العالم كله والبشرية كلها مثل العائلة
ويجب أن يعيش الجميع بسعادة في هذه العائلة
يكسبون المال ويعيشون بسعادة ويستمتعون بالحياة
والسؤال هو: هل الوضع مشابه في الإسلام؟ وهو متأكد من أن الوضع مشابه في الإسلام
ومن ثم طرح سؤاله وهو
أن القرآن يجب أن يُبلغ إلى العالم كله
أهناك خطأ في شرح المسلمين للقرآن أم أن هناك خطأ في فهم الناس له
بحيث نجد المسلمين يُصنفون اليوم على أنهم إرهابيون وأصوليون ومتشددون
إذن ما هي المشكلة الحقيقية؟
بالنسبة إلى سؤاله الأول أوافقه الرأي بأن الهندوسية تقول إن العالم كله عائلة
ويجب أن نعيش بسعادة ونكسب الرزق ونستمتع
للإسلام رأي مشابه إلى حد ما باستثناء الخاتمة
يقول الله في القرآن في سورة الحجرات رقم 49, الآية رقم 13
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"
إذن يقول القرآن إن البشر كلهم يتحدرون من جدين مشتركين هما آدم عليه السلام وحواء رضي الله عنها
قد قسمنا الله شعوباً وقبائل ذوي ألوان مختلفة ولغات مختلفة لكي نتعارف
ومعيار الحكم على الإنسان من وجهة نظر الله سبحانه وتعالى ليس الثروة أو الطائفة أو اللون أو الجنس, إنه التقوى
وقد قال الله سبحانه وتعالى في نفس الآية أي الآية رقم 13 من سورة الحجرات رقم 49
"إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
المعيار للحكم على الناس في الهندوسية.. قال إن علينا أن نعيش حياتنا بسعادة ونكسب رزقنا
أما في الإسلام فعلينا أن نعيش حياتنا بسعادة ولكن على أساس التقوى
المعيار الوحيد الذي يجعلك متميزاً عن الآخرين هو التقوى
ليس المال أو الثروة أو الطبقة أو الجنس
وننتقل الآن إلى سؤاله بأن القرآن كتاب جيد
لكن أهناك مشكلة في التواصل بشأن أحكام القرآن أم أننا لا نستطيع أن نفهمه؟
لهذا نعقد هذه المحاضرة التي عنوانها "الإسلام هو الحل لمشاكل البشرية"
المشكلة هي ظهورنا بتلك الصورة في وسائل الإعلام ونحن السبب في ذلك
أوافقك الرأي
لسنا خبيرين في مجال الإعلام
يقع اللوم علينا نحن المسلمين لأن واجبنا هو الدعوة إلى الإسلام وتبليغ رسالة القرآن إلى البشرية كلها
ولا نقوم بمهمتنا على أكمل وجه, إننا نحاول
نحاول القيام بأفضل ما في وسعنا
الوسيلة الأفضل حالياً للوصول إلى الجمهور.. أترى الجمع الآن؟
من المؤكد أن العدد يبلغ مائة ألف, لا أعرف بالضبط
ولكنه بالنسبة لي قليل
مئة ألف بالنسبة لي هو كالبيع بالتجزئة، فأنا أؤمن بالملايين
لهذا نبث حلقات مباشرة على قناتنا الفضائية
ويُقدر عدد المشاهدين بأكثر من ستين مليون شخص, ستين مليون
مائة ألف, ومئتا ألف عدد ضئيل
أستطيع أن أشهد لله سبحانه وتعالى بأننا بلغنا الرسالة للناس
وستين مليون شخص يعادل على الأقل 1%, لكنها نسبة ضئيلة جداً
1% من أصل ستة مليارات شخص
نريد أن نكون نحن المسلمين متقدمين في مجال الإعلام
يجب أن يزداد عدد القنوات التلفزيونية, يجب أن تزداد انتشاراً
وأوافقك الرأي بأن هناك مشكلة في الفهم
, وكما ذكرت هذا هو سبب وصفنا بالمتشددين والأصوليين والإرهابيين
وقد كان محور محاضرتي الأساسي هو كيفية الرد على الشخص الذي يقول إنك أصولي وإرهابي ومتشدد
لذا آمل أن تحصل على الترجمة بعد المحاضرة آمل أن يكون الجواب وافياً يا أخي
-----------------
د.ذاكر نائيك
هذه المقالة مفرغة من الفيديو التالي
https://youtu.be/LmdUoGdFXg0