هل القرآن الكريم متوافق مع علم الفضاء الحديث؟
في مجال علم الفضاء (Astronomy)
في عام 1973 كان هناك مجموعة من العلماء حصلوا على جائزة نوبل، وهؤلاء العلماء قاموا بوصف خلق الكون وأسموها ب (الانفجار العظيم/Big Bang)، وقالوا إن الكون كان عبارة عن كتلة كبيرة حدث لها انفجار كبير، والذي أدى إلى ظهور المجرات، النجوم، الكواكب، الشمس، القمر، والأرض التي نعيش فيها، هذا ما يسمى بالانفجار العظيم، القرآن الكريم قد ذكر ذلك منذ 1400 سنة في سورة الأنبياء 21 الآية 30 نفس الآية التي تلوتها في بداية المحاضرة: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"، هذه الآية من القرآن الكريم تحدثت قبل 14 قرن عن الانفجار العظيم الذي اكتشفه العلماء حديثًا قبل 35 سنة، يقول القرآن الكريم في سورة فصلت 41 الآية 11: "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)"، يخبرنا العلماء اليوم أن المادة السماوية الأولية للكون كانت في هيئة غاز، والكلمة العربية المستخدمة في القرآن في سورة فصلت 41 الآية 11 هي (دخان) ، و(دخان) لا تعني غازًا فقط، ولكنها تعني ما ينتج عن الاحتراق أو الانفجار، واليوم العلماء يقولون أن الدخان أقرب إلى الحقيقة من كلمة غاز لأنه في ذلك الوقت كانت الحرارة عالية، تخيل هذه الحقيقة التي يخبرنا بها القرآن قبل 1400 عام والتي اكتشفناها حديثًا! أن المادة السماوية الأولية للكون كانت على هيئة دخان.
قديمًا كان الإنسان يعتقد أن الأرض التي نعيش عليها مسطحة، حتى عام 1577 عندما قام "سير فرانسيس درايك" بالإبحار حول الأرض وإثبات أن الأرض كروية، القرآن يقول في سورة لقمان 31 الآية 29: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ" (يولج) هي عملية تدريجية وبطيئة بمعنى أن الليل يتحول إلى نهار تدريجيًا وببطء، والنهار يتحول إلى ليل ببطء وتدريجيًا، لو كانت الأرض مسطحة سيكون هذا التحول مفاجئ وليس تدريجيًا بين الليل والنهار، الله تعالى يعطي نفس المعلومة في سورة الزمر 39 الآية 5: "يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ" الكلمة العربية المستخدمة هنا هي (كَوَّر) وهي تعني لف أو تداخل، يقول الله تعالى: "يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ"، اللف أو كلمة (كَوَر) المستخدمة معناها مشابه للف العمامة على الرأس، هذا التكوير لليل والنهار والنهار والليل يكون متاحًا في حالة واحدة: إذا كانت الأرض كروية، لو كانت مسطحة يكون مستحيلًا، والله يقول في سورة النازعات 79 الآية 30: "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)" وهي تعني جعل الأرض تشبه البيضة، ولكلمة دحاها معنيان وهما التوسع والآخر (دُحي) أي الشكل البيضاوي، واليوم نعلم أن الأرض التي نعيش عليها ليست على شكل كرة تمامًا ولكنها على شكل يشبه البيضة، والكلمة العربية (دُحي) لا تعني بيضة عادية، إنما تعني بيضة النعام على وجه الخصوص، ولو لاحظنا شكل بيضة النعام سنلاحظ أنها تشبه شكل الأرض.
تخيل أن القرآن الكريم ذكر قبل 14 قرن أن شكل الأرض كروي وليس كروي فقط إنما شبَّهه ببيض النعام.
قديمًا اعتقد العلماء أن القمر مضيء من ذاته، ولكن القرآن يقول في سورة الفرقان 25 الآية 61: "تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا" يضيء ذاتيًا، "وَقَمَرًا مُنِيرًا" يعكس الضوء، الكلمة العربية المستخدمة في القرآن هي (الشمس) وضوؤها دائمًا يوصَف بسراج أو وهاج أو ضياء والتي تعني مصباح يضيء من ذاته، أو شعلة محترقة، أو هالة ساطعة، دائمًا ضوء الشمس يوصَف بأنه سراج أو وهاج أو ضياء والتي تعني يضيء من ذاته ولا يعكس الضوء من مصدر آخر. والكلمة العربية في القرآن هي (قمر) وضوئه دائمًا يوصَف بمنير ونور والتي تعني أنها إضاءة غير ذاتية، أو انعكاس للإضاءة، لا توجد آية واحدة في القرآن تذكر أن إضاءة القمر ذاتية، والكلمة العربية المستخدمة في القرآن هي (النجم) وضوؤها يوصَف بالثاقب وهو الضوء الذي مع مرور الوقت لوصوله إلى الأرض يفقد سطوعه، سطوع اختراقي، لمّا يصل إليها تقوم بامتصاص الضوء، وهذه الرسالة بأن الشمس لها ضوء ذاتي يوصَف بوهاج أو سراج أو ضياء وأن القمر له ضوء مستعار ويوصَف بمنير أو نور، قد ذُكِرت في عدة أماكن من القرآن ، بما فيها سورة يونس 10 آية 5 وكذلك سورة نوح 71 آية 15 و16، ويقول القرآن في سورة الطارق 86 آية 3: "النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)" وصف النجم وضوئها بالثاقب يعني الذي يثقب الظلام.
قديمًا، العلماء الأوربيون اعتقدوا أن الأرض هي مركز النظام الشمسي والكون وأن كل الكواكب والقمر والشمس تدور حولها، وهذه تسمى المركزية الأرضية، وهذا ما كان يؤمَن به منذ زمن بطليموس في القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن السادس عشر، حتى أتى "نيكولاس كوبرنيكوس" سنة 1512 وقام بوضع نظرية مركزية الشمس لحركة الكواكب وقال أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية، وكل الكواكب بالإضافة إلى الأرض تدور حول الشمس، بعد ذلك جاء العالِم الألماني "يوهانس كبلر" في عام 1609، لقد كتب في كتابه المسمى (Astronomia Nova) أن الكواكب والأرض لا تدور حول الشمس فقط إنما تدور حول نفسها أيضًا، وعندما كنت في المدرسة، أكملت مدرستي عام 1982، أكثر من 25 سنة مضت، قرأت كثيرًا أن الأرض والكواكب تدور حول الشمس وأيضًا حول محورها، وكل المجموعة الشمسية تدور في المجرة بما فيها الشمس، ولكن الشمس لا تدور حول محورها! وفي هذا الإطار تكون الشمس ثابتة! ولكن عندما قرأت في القرآن في سورة الأنبياء 21 الآية 33: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)" يقول القرآن أن الشمس والقمر بالإضافة إلى حركتهما فإنهما يدوران حول محورها أيضًا، الكلمة العربية المستخدمة هنا هي (يسبحون)، المشتقة من الفعل (سَبَحَ) والذي يصف حركة الجسم المتحرك، إذا استخدمت كلمة يسبح لشخص يتحرك على الأرض فإنها لا تعني الحركة الدورانية ولكنها تعني المشي أو الجري، وإذا استخدمت نفس الكلمة لشخص في الماء فإنها لا تعني بأنه يطفو ولكنها تعني بأنه يسبح، وبالمثل عندما استخدم الله تعالى هذه الكلمة لوصف الأجسام الفضائية فإنها لا تعني أنهم يطيرون في الهواء ولكنها تعني أنهم يتحركون عن طريق دورانهم الذاتي، أي أنها تدور حول محورها، القرآن يقول أن الشمس والقمر بجانب دورانهم في المجرة فإنهم يدورون أيضًا حول محورهم، واليوم اكتشف العلماء أن الشمس أيضًا تدور، وبما أننا لا نستطيع رؤية الشمس مباشرة لأننا قد نصاب بالعمى، توجد أدوات سمحت لنا بذلك، فوجدنا أن هناك بقع على الشمس، وهذه البقع تأخذ 25 يومًا لكي تكمل دورة واحدة، مما يعني أن الشمس تأخذ 25 يومًا لتكمل دورة واحدة، تخيل أنني عندما كنت في المدرسة أخبرونا أن الشمس لا تدور حول نفسها فهي ثابتة، والقرآن يقول منذ 1400 سنة أن الشمس تدور، والآن الحمد لله معظم المدارس أدرجت في كتبها أن الشمس هي الأخرى تدور، نقرأ أيضًا في القرآن في سورة يس 36 الآية 40: "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)"، الآن يقول العلماء أن مداري الشمس والقمر مختلفان لذا لا توجد احتمالية أن تصدم الشمس القمر، هذا ما يقوله القرآن. واليوم يقول العلماء أن الشمس تتحرك في اتجاه في الكون إلى اتجاه ثابت يسمى (القمة الشمسية) والذي يسمى في كوكبة هرقل باسم (النسر الواقع) أو (الفا ليرا) بسرعة 12 ميل في الثانية، واليوم يخبرنا العلماء أن ضوء الشمس يعود إلى تفاعلات كيميائية حدثت منذ بلايين السنين، وفي يوم ما هذا التفاعل سينتهي وبهذا سينتهي ضوء الشمس وأيضًا ستنتهي الحياة على الأرض، ويقول العلماء أن هذا سيأخذ بلايين السنين، والقرآن يعطي نفس الرسالة في سورة يس 36 آية 38: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا" الكلمة العربية المستخدمة هنا هي (مستقر) ولها معنيان، إما أن تعني لفترة محددة أو تعني لمكان محدد، واليوم يقول العلماء أن الشمس تتحرك إلى نقطة معينة تسمى (القمة الشمسية) وستكون موجودة لفترة زمنية معينة، وهذا يضمن المعنيين لكلمة (مستقر)، لوجهة محددة أو فترة زمنية محددة طبقًا للعلم فهو مثالي، تخيل القرآن ذكر ذلك قبل 1400 سنة.
عندما كنت في المدرسة تعلمت أن هناك 3 أنواع من المادة، صلبة، سائلة، غازية، وقديمًا اعتقد العلماء أن الفضاء خارج الأنظمة الفلكية في المجرة (الفضاء الخارجي) فارغ أو خالي، حديثًا اكتشف العلماء وجود جسور للمادة في فضاء ما بين النجوم، إنه ليس خالي، وهي تسمى (البلازما)، هذه المادة بشكل غازي تتكون من إلكترونات وأيونات موجبة متساوية، والقرآن يقول منذ 1400 سنة في سورة الفرقان 25 الآية 59: "الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا"، إذن القرآن يقول أن هناك مادة ببين السماء والأرض، واليوم يقول العلماء أن هذه البلازما تعتبر النوع الرابع من المادة، ويخبرنا العلماء اليوم أيضًا أن الغلاف الجوي للأرض يعمل كمصفي يمنع الإشعاع الضار من الخارج أن يأتي إلى سطح الأرض، يمنع الأشعة السينية والفوق البنفسجية من الوصول إلى سطح الأرض، وهو مهم جدًا للحفاظ على الحياة، لو أن هذا الغلاف غير موجود فإن الحياة ستكون معدومة على سطح الأرض، القرآن يقول في سورة الأنبياء 21 الآية 32: "وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا"، جعلنا السماوات، الكلمة العربية (السماوات) "وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا" اليوم العلماء يقولون أن بدون هذا الغلاف المحفوظ لن نتمكن من الحياة على الأرض.
في عام 1925، عالِم فضاء مشهور جدًا باسم "ايدون هابل" قال إن المجرات تتباعد وهذا يعني أن الكون يتوسع، القرآن ذكر ذلك قبل 1400 سنة في سورة الذاريات 51 الآية 47: "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)" الكلمة العربية هي (موسعون) وتعني توسع الكون، القرآن ذكر منذ 1400 سنة أن الكون يتسع، والذي لم نعرفه إلا قبل 80 أو 90 سنة مضت، وطبقًا ل (ستيفن هوكنغ)، عالِم مشهور جدًا، كتب في كتابه (التاريخ الموجز للزمن/A Brief History Of Time) يقول إن اكتشاف توسع الكون هو من أعظم الاكتشافات في هذا القرن، وهذا الاكتشاف موجود في القرآن قبل 14 قرن.
ربما بعض المشككين من غير المسلمين سيقولون أنه لا شيء عظيم في أن يتحدث القرآن عن علم الفضاء لاسيما وأن العرب كانوا متقدمين جدًا في علم الفضاء، إنني أتوافق معهم في أن العرب كانوا متقدمين جدًا في علم الفضاء، ولكنني أحب أن أذكرهم أن العرب تقدموا في علم الفضاء بعد نزول القرآن مما يعني أن القرآن هو الذي ساعد العرب في مجال علم الفضاء وليس العكس، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن علم الفضاء والتي لم يذكرها العرب ولم نعرف عنها إلا في عصرنا هذا.