هل كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم مجنونًا -والعياذ بالله-؟
يؤمن بعض النقاد بنظرية الوهم الديني والتي تقول إن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" قد كتب القرآن مستعينا بمعرفته وخبراته السابقة من الأحداث المتعددة بدون أن يدرك أنه مؤلف القرآن في الحقيقة، ويقول بعضهم-نعوذ بالله-إن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" كان شخصًا مجنونا.
لا يمكن أن يوجد شخص متوهم ومجنون يستطيع ان يكون بهذه الدرجة من الثبات والإتقان المتواصل لمدة 22 سنة ونصف، لم ينزل القرآن في جملة واحدة في يوم واحد بل نزل في 22 سنة ونصف، لا يمكن أن يوجد شخص لديه أوهام يستطيع أن يكون مستمرًا بهذا الإتقان لمدة 22 سنة ونصف، وتوجد أحداث عديدة مثل ما ورد في سورة الكهف 18 الآية 22 عندما سأله الناس عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين فقال "صلى الله عليه وسلم" لهم: "أخبركم بما سألتم عنه غدًا"، ولكنه لم يستطع أن يجيبهم في اليوم التالي، ومكث 15 يومًا لا يأتيه وحيًا حتى نزل قول الله تعالى في سورة الكهف 18 الآية 23-24: "وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ... (24)"، تأخر الوحي 15 يومًا وحزن الرسول "صلى الله عليه وسلم" وشق عليه ذلك، فأنزل الله تعالى: "وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ... (24)"، إن كان النبي "صلى الله عليه وسلم" قد افتراه من عنده كان ليجيبهم مباشرة عما سألوا أو في اليوم التالي، وبسبب تأخر الوحي هذا أسلم الكثير من الناس بعد أن أدركوا أن هذا القرآن ليس بكلام بشر بل يجب أن يكون وحيًا من الله، وتلك الآية ما زالت موجودة في القرآن إلى اليوم فما الذي جعله يذكر آية كهذه إن كان هو من ألف القرآن، وهذا يدل على أن النبي "صلى الله عليه وسلم" ما كان واهمًا أو مجنونا-نعوذ بالله-، فبعضهم قال إنه كان مجنونا سألناهم: كيف يكون مجنونا؟ ثم قالوا: لا بل كان كاذبًا، فأثبتنا أنه ليس كذلك وبعدها يقولون إنه كان كلاهما معًا، إما أن يكون أحدهم مجنونا أو كاذبًا لا يمكن أبدًا أن يكون كلاهما في الوقت نفسه، عندما تسأل مجنونا سؤالا سيجيبك مباشرة إما إجابة منطقية أو غير منطقية، أما عندما تسأل كذابًا سؤالا سيفكر قبل أن يجيبك وسيحاول أن يعطيك إجابة صحيحة، فالإثنين متعارضين، ونحن نعلم أن الرسول ما كان مجنونا وما كان كذابًا وما كان كلاهما.